وصف 50% من المواطنين أن تواصل نائبهم الممثل لهم في مجلس النواب على أنه ضعيف، وذهب 38% منهم الى القول بان تواصل نائبهم ممتاز، ورأى 8% أن التواصل جيد، وأخيراً صوت 4% منهم على أنهم لا يعلمون. وكانت صحيفة (الوطن) قد طرحت استطلاعاً عاماً على المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال قنواتها وعلى الموقع الالكتروني للصحيفة، وقد شارك فيه عدد جيد نسبياً من المواطنين، حيث تعتبر النسبة المشاركة من النسب المعتمدة في الاستطلاعات على المستوى الإحصائي. وعادة ما يستمر تواصل أعضاء مجلس النواب مع ممثليهم الذين انتخبوهم بعد الفوز في الانتخابات، الا ان هناك فئة ليست بالقليلة تقطع كافة وعودها الانتخابية بالتواصل مع الناخبين بمجرد الفوز. وتتنوع وسائل التواصل بين وسائل تقليدية كالمكاتب الرسمية للنواب و الهاتف المحمول والمجالس الأسبوعية وتبادل الزيارات في المناسبات والصحافة والإعلام، و وسائل حديثة كوسائل التواصل الحديثة بمختلف أنواعها. وبالرغم من استعداد الناخبين في البحرين للتوجه إلى صناديق الاقتراع منتصف نوفمبر المقبل لاختيار ممثلينهم في التجربة الانتخابية الرابعة لمجلس النواب، الا انه من الملاحظ ان الية وشكل التواصل بين النواب والناخبين لم ترتقي الى الشكل المطلوب، حيث إن التواصل بفهمومه البسيط «سواء بالوسائل التقليدية أو الحديثة» والمتمثل بوجود اتجاه واحد لم يعد يرضى الناخبين على ما يبدو، حيث إن تراكم التجربة يحتم أن يتحول هذا التواصل مع أحادي إلى ثنائي. والمقصود بالاتجاه الواحد هو أن تواصل النائب مع الناخب يكون بإبلاغهم عن الإنجازات أو المواقف او التواجد في المناسبات، ومن الممكن أن يكون الاتصال باتجاه واحد أيضاً من قبل الناخبين الذين يلجؤون أحياناً لنوابهم من أجل طرح أو تبني قضايا معنية أو أحياناً لمجرد الحصول على خدمة أو مساعدة. أما المقصود بالاتصال الثنائي فهو أن يتواصل النائب مع الناخبين ليقف على مواقفهم أمام القضايا الرئيسة المطروحة في المجلس، ليحاول أن يعكسها بالشكل الصحيح، أي أن عملية التواصل ليس فقط لإبلاغ الناخب بموقف النائب، بل هي أن يساهم الناخب والنائب معاً في صنع موقف. وفي الوقت الذي تحتاج في عملية التواصل من قبل النواب الى الوصول الى مرحلة الثنائية، فإن من الملاحظ على عدد ليس بالقليل من الناخبين لا يفقرون بين واجبات النائب البرلماني وبين واجبات العضو البلدي، فضلاً عن أن بعض الناخبين يقييم فعالية تواصل النواب بما يعود له بمردود مادي ومساعدات اجتماعية، لذا فإن من الطبيعي أن جزءاً من الذين قيموا تواصل النواب على أنه ضعيف يرجع إلى سعيهم للحصول على عطاية أكثر من أي شي آخر. وسائل التواصل الاجتماعي تطورت كثيراً في الأعوام الأربعة الأخيرة، في حين ظل بعض النواب غير مكترثين بالوسائل الحديثة للاتصال، مما أفقدهم التواصل الحقيقي بينهم وبين جمهورهم، فكلما ضعف وعي النائب بهذه الأدوات المتطورة، ضعف مستوى تواصله مع الناخبين.لما لهذا الأمر من أهمية بالغة، فقد كشفت الندوة التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية مؤخراً بعنوان «شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها على المشاركة الانتخابية»، ضرورة أن يمتلك من يترشحون لمجلس النواب أو المجالس البلدية القدرة على استغلال شبكات التواصل ووسائل الاعلام التقليدي خلال حملاتهم الانتخابية، لحصد أكبر فائدة واوسع قاعدة انتخابية تساعدهم على تحقيق الفوز والعطاء».ومن جهته، أكد رئيس نادي الإعلام الاجتماعي العالمي في البحرين علي سبكار على»تأثير ودور وسائل الإعلام الاجتماعي في فوز الرئيس الأمريكي باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية، التي أتاحت له الوصول الى اكبر الشرائح. وأوضح ان مواقع التواصل المختلفة توفر فرصة ذهبية للإعلان والترويج في المجالات السياسية والانتخابية وغيرها، مشددا على ان هذه المواقع اتاحت في البحرين فرصة للتواصل في المجالات السياسية، ولعبت دورا في الحراك الجماهيري للمشاركة والتفاعل مع الأحداث حيث تتمتع بالسرعة في نقل الاخبار والاحداث, وتحريك الرأي العام, والسبق في نقل بعض الأخبار، منوهاً إلى وجود فرق بين مواقع الاعلام الاجتماعي ووسائل التواصل والتي من بينها تطبيق الواتساب. وقال إنه يمكن للناخب أن يجعل لنفسه موقعا اليكترونيا أو مدونة على الانترنت يعرض من خلالها برنامجه الانتخابي، تمكنه من التواصل مع الشريحة المستهدفة من الناخبين، كما أن بعض التطبيقات على تويتر، أو «جوجل نت وورك» تيسر له الأمور للتواصل مع فئة عمرية معينة، أو منطقة محددة “وهى دائرته الانتخابية”، لتحقيق غايته في الوصول إلى مجلس النواب. وأوضح ان مواقع التواصل والمواقع الإ لكترونية توفر تكلفة الدعاية الانتخابية التي وصلت في الانتخابات السابقة إلى ما بين 40و60ألف دينار في المتوسط لكل مرشح، في حال استخدامها بأفضل السبل. ونصح سبكار الجميع سيما المترشحين الى فتح موقع أو صفحة «بيزنيس بيج» لأنها لا تضم اصدقاء بل معجبين يتفاعلون مع المحتوى وليس الاشخاص، ما يوفر فرصة حماية أكبر للموقع. وأوضح أنه يوجد حالياً 1600 موقع اجتماعي في العالم أهمها فيس بوك وتويتروجوجول بلس وانستجرام,وفليكر, منوهاً إلى أن أكبر ثلاث موقع تحظى بالشعبية في البحرين هى فيس بوك وتويتر, ولينكد أن بينما يأتي موقع انستجرام في المرتبة الخامسة.والوعود بالتواصل من قبل المرشحين في الانتخابات النيابية للناخبين كثيرة في أيام الانتخابات، وبعضهم رفع شعارات لم يحققه على أرض الواقع فيما يتعلق بشكل وآلية التواصل حيث لا زال الناخبين يتذكرون تلك الوعود التي انتهت بمجرد الفوز، بل أن بعض النواب يسارع في تغيير أرقام الاتصال به بعد الفوز مباشرة.