إنه عمل مسرحي هادف على الرغم من طابعه الكوميدي، ارتقى بالمسرح البحريني ليبشر بجيل واعد من الطاقات الشبابية، التمسوا في طرحهم البساطة التي التقطتها الألباب وتمطوا بعفويتهم حتى اقترنوا بالواقع البحريني. مدوا على خشبتهم العديد والعديد من القضايا المحلية وجسدوا بأدائهم هموم المواطن البسيط حتى صيروا الخشبة منبراً يخاطب المجتمع، طرقوا باب العديد من القضايا بأسوب طريف مبسط نأى فيه عن التجريح أو الاستخفاف.
لم تتعد المسرحية ساعتين من الزمن، لكنها ناقشت قضية الإسكان كقضية أساسية وتفرعت لتسرد قصص ومواقف لقضايا كالواسطة والشللية والمجالس التشريعية والبطالة، تم سرد كل ذلك في سياق فكاهي لطيف، وفي جانب آخر كان التحدي الأكبر بالنسبة لي على أقل تقدير أنه كان هذا العمل ذكوري غير مطعم بلمسة أنثوية لربما كان لمسرح البيادر سياسته الخاصة التي يحتفظ بحق قراره في هذا الشأن لكن في الأخير كان هذا العمل موجهاً لعامة الناس.
شخصياً توجست لبرهة ما إذا كان سيكتب لهذا العمل النجاح دون حواء وهي العنصر الأكثر فاعلية وجذباً للجماهير التي ملأت صالة العرض عن بكرة أبيها بالجمهور الذي لم يكن يحتاج لأن يرى غير ما رآه حينها من إبداع. على الرغم من أنني أعتب على فقر الديكور الذي يعتبر عامل شد للبصر ومكملاً أساسياً لأركان الخشبة إلا أن ذلك لم ينقص من روعه الأداء وسمو رسالة القضية التي تحكيها حبكة المسرحية كما كان نقص المؤثرات الصوتية لافتاً إلا أنني لا أبخس حق الأغنية في باكورة العرض التي اتسمت بنبرة لاذعة خففت الألحان من وطأتها.
في آخر كلماتي هذه أشيد بهذا العمل المتميز الذي يبشر بعودة الزمن الذهبي للمسرح البحريني والذي لم يكن ببعيد على يد هذه الثلة المتميزة من الشباب الذي مازال في عنفوان عطائه، فكل الشكر لكم للبيادريين فقد أمتعتمونا حتى التخمة.
بدور عدنان