أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن البحرين قطعت أشواطاً صعبة في جعل الخيار الديمقراطي أساساً للحكم، معتبراً تشتت الدول وبعثرة جهودها وانكفاء سياساتها على نفسها، أخطر تحدٍّ يواجه الدول سياسياً واقتصادياً.
وأكد جلالته في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في افتتاح منتدى أصيلة بالمغرب تحت عنوان «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب»، أن الواقع والمنطق يحتمان التعاضد والتكافل والاستفادة من تجارب الآخرين دون استنساخها بحذافيرها، بل المراهنة على الجوهري فيها وتطويرها والارتقاء بها لملاءمة تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار.
وأعرب العاهل المفدى عن تقديره لأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة وشعبها لاحتضان البحرين ضيف شرف الدورة الحالية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ36 الذي بدأ فعالياته في مدينة أصيلة المغربية أمس، مشيداً بالعلاقات الأخوية الوطيدة القائمة بين البحرين والمغرب.
وقال جلالته إن موضوع الندوة قضية من صميم الاهتمامات الفكرية والسياسية الراهنة للنخب وصناع القرار في عالم الشمال والجنوب على السواء، لافتاً إلى أن البحرين لم تكن غريبة ولا بعيدة عن فضاء المنتدى، حيث شكل مفكروها وكتابها وفنانوها وإعلاميوها طليعة الرواد المشاركين في فعاليات مواسم أصيلة، وأقاموا جسوراً وطدت الوشائج الثقافية والإنسانية بين المملكتين الشقيقتين.
وأضاف جلالته أن البحرين كانت ضمن المؤسسين الأوائل لمجلس التعاون الخليجي، تأكيداً لحرصها على دعم العمل المشترك، ومن واقع إدراكها أن قيام التكتلات الطبيعية والمنطقية ليس بالخيار السهل ما لم يؤخذ في الاعتبار بالقواسم المشتركة والإرادة الشعبية لتعزيزها وتقويتها.
وأكد جلالته أن بلوغ الأهداف المشتركة لها مسلك واحد، يتمثل في جعل الخيار الديمقراطي أساساً في ممارسة الحكم، لافتاً إلى أن البحرين قطعت أشواطاً صعبة في هذا المجال، ومازال دأبها موصولاً وإرادتها ثابتة للسير بخطى حثيثة على ذات المنهج القويم. وعدّ جلالته أن تشتت الدول وبعثرة جهودها وانكفاء سياساتها على نفسها، من أكثر الاخطار والتحديات التي تواجه الدول سياسياً واقتصادياً، مؤكداً أن الواقع والمنطق يحتمان التعاضد والتكافل والاستفادة من تجارب الآخرين دون استنساخها بحذافيرها، بل المراهنة على الجوهري فيها وتطويرها والارتقاء بها لملاءمة تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار.
وأعرب جلالته عن الشكر والتقدير للشعب المغربي الشقيق، مؤكداً أن البحرين والمغرب يسلكان طريقاً واحداً نحو وجهة حضارية واحدة يكمل بعضهما البعض في الإسهام الجماعي في منظومة الحضارة الكونية. وشارك سمو نائب رئيس الوزراء في ندوة افتتاح المنتدى تحت عنوان «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب»، وحضرها عدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء السابقين، وعدد من السياسيين والمفكرين والأدباء والفنانين وغيرهم.