قالت إسرائيل إنها شنت غارات جوية على قطاع غزة أمس، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع بعد فشل محادثات جرت بوساطة مصرية في تمديد هدنة مع الفلسطينيين استمرت 72 ساعة.فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى أكثر من 1890 منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في الثامن من يوليو الماضي.وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة، إن حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة 1894 شهيدا، وأكثر من 9805 جرحى، غالبيتهم من المدنيين.وتابع «إن عدد القتلى في ارتفاع، حيث إن قتلى يرتقون يوميا متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها إثر العدوان.وأوضح القدرة أنه بعد استشهاد الطفل إبراهيم الدواوسة وعمره 10 سنوات (في غارة جوية استهدفت مسجداً في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة صباح الجمعة)، ارتفع عدد الشهداء من الأطفال إلى 433 طفلاً، و243 امرأة، و85 مسناً. وبين أن من بين الجرحى 2979 طفلاً، و1903 سيدات، و374 مسناً.ودعت مصر في وقت لاحق أمس، إلى استئناف الهدنة، وقالت إنه لاتزال هناك عدة نقاط لم يتم الاتفاق عليها بعد، بينما قالت الفصائل الفلسطينية إنها ستجتمع مع مفاوضين مصريين في وقت لاحق أمس، ولكن لا توجد أي علامة على التوصل إلى اتفاق وشيك.ولم يرد أيضاً رد فوري من إسرائيل، لكن مسؤولاً قال في وقت سابق إن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين فيما يواصل النشطاء إطلاق الصواريخ.ومع إطلاق صفارات الإنذار جنوب إسرائيل قال الجيش الإسرائيلي إن حركة المقاومة الإسلامية حماس أطلقت 18 صاروخاً على الأقل من غزة، وأن منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية اعترضت اثنين منها. وقال نشطاء في غزة إنهم أطلقوا عشرة صواريخ في المجمل أمس.وتحاول حماس على ما يبدو من خلال استئناف هجماتها الضغط على إسرائيل بتوضيح استعدادها مواصلة القتال حتى إنهاء الحصار على غزة الذي تفرضه إسرائيل، إلى جانب التدابير المشددة التي تفرضها مصر على منطقة الحدود مع غزة.وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن أول قتيل فلسطيني سقط في القطاع بعد انتهاء الهدنة أمس، حيث قتل صبي عمره عشرة أعوام وأصيب ستة آخرون في غارة جوية إسرائيلية قرب مسجد بمدينة غزة. وذكر مسؤولون محليون إن ناشطاً في حركة الجهاد الإسلامي قتل في هجوم أمس.وفي إسرائيل أصيب شخصان جراء قذيفة مورتر أطلقت من غزة، وبعد سماع دوي انفجار ضخم في مدينة غزة نتيجة غارة جوية فيما يبدو، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل ردت على صواريخ حماس بشن غارات جوية على «مواقع للإرهاب» في قطاع غزة.وأضاف اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر في بيان «سنستمر في ضرب حماس وبنيتها التحتية وناشطيها وإعادة الأمن إلى دولة إسرائيل».وأثار سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين والدمار الهائل بعد الهجوم الإسرائيلي على مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة، قلقاً دولياً خلال الشهر المنصرم لكن جهود محادثات في القاهرة لتمديد الهدنة باءت بالفشل.وكانت إسرائيل أبدت استعدادها لتمديد الهدنة، بينما يواصل الوسطاء المصريون محادثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن التوصل لوقف دائم للحرب على القطاع الذي تسيطر عليه حماس.لكن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبوزهري قال إن إسرائيل رفضت معظم المطالب الفلسطينية، مضيفاً «رغم ذلك فنحن لم نغلق الباب أمام استمرار المفاوضات».وطالب الفلسطينيون إسرائيل بالموافقة من حيث المبدأ على المطالب التي تشمل إنهاء الحصار على قطاع غزة وإطلاق سراح السجناء وفتح ميناء بحري.وقال أبو زهري «إسرائيل رفضت قضية الميناء والمطار والإفراج عن المعتقلين، وليس هناك أي إشارة جدية لرفع حقيقي للحصار».وأضاف «هناك مماطلة إسرائيلية وهم ليسوا جادين ولا يوجد أي تقدم حقيقي بالمفاوضات».ولم يبد الإسرائيليون استعداداً لتخفيف حصارهم البحري لقطاع غزة ولا القيود على الحركة البرية والمجال الجوي للقطاع، خوفاً من إعادة تزويد حماس بالأسلحة من الخارج. وفي القاهرة حثت وزارة الخارجية المصرية الطرفين على «العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات».وقالت الوزارة في بيان إن المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها توصلت إلى اتفاق حول معظم النقاط التي كانت تحتاج إلى حل.وتابع البيان «ظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها».وفي غزة جمعت بعض العائلات التي عادت إلى منازلها في بلدة بيت حانون بشمال القطاع أثناء وقف إطلاق النار متاعها وعادت إلى ملاجئ الأمم المتحدة التي توجهت إليها خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.وقال يمن محمود (35 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال ومن سكان بيت حانون «أفر اليوم مجدداً وأعود إلى النزوح، لست ضد المقاومة لكننا يجب أن نعرف ماذا نفعل، هل هي حرب أم سلام؟».ويقول المسؤولون في غزة إن الحرب قتلت 1877 فلسطينياً معظمهم مدنيون، بينما تقول إسرائيل إن 64 جندياً وثلاثة مدنيين قتلوا منذ اندلاع القتال في 8 يوليو بعد تزايد إطلاق الصواريخ عليها.ووسعت إسرائيل من قصفها الجوي والبحري لقطاع غزة وبدأت عملية برية يوم 17 يوليو وسحبت قوات المشاة والمدفعية التابعة لها من غزة يوم الثلاثاء بعدما أعلنت تدمير أكثر من 30 نفقاً حفره نشطاء.وقد يزيد رفض حماس تمديد الهدنة من تباعد مصر التي تسيطر على معبر رفح البوابة الرئيسة لقطاع غزة.وجاء الإعلان عن عدم تمديد الهدنة بعد دقائق من انقضائها بعد محادثات ممتدة استمرت في القاهرة أثناء الليل وفي الصباح.وغادر مفاوضون فلسطينيون من فصائل حماس والجهاد الإسلامي وفتح الفندق الذي يقيمون فيه لإجراء محادثات مع المخابرات المصرية في الساعة مساء الخميس، ثم عادوا إلى الفندق بعد أكثر من ست ساعات ونصف، وبدت عليهم خيبة الأمل وقالوا إنه لم يتم التوصل لاتفاق.وقال مصدر في مطار القاهرة إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة قبيل انقضاء الهدنة، وأضاف أن زيارة المبعوثين الإسرائيليين استمرت تسع ساعات.