بيــروت - وكالات أنباء: عاد رئيس الوزراء اللبنانـــي الأسبق سعد الحريري إلى بيروت أمس الجمعة للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام في زيارة ينظر لها باعتبارها ترسيخاً لزعامته للطائفة السنية بعد توغل عنيف من المتشددين الإسلاميين.
وكان الحريري أكثر الساسة السنة نفوذاً في لبنان يعيش متنقلاً بين فرنسا والسعودية منذ 2011. وكان قد غادر لبنان بعد أن سقطت حكومته إثر استقالة وزراء جماعة حزب الله وحلفائها.
ودون إعلان مسبق وصل الحريري إلى السراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية في بيروت في سيارة مرسيدس وعلت وجهه ابتسامة كبيرة لدى دخوله السراي. والتقى برئيس الوزراء تمام سلام.
وعبر ساسة وشخصيات عامة عن أملهم في أن تسهم عودته في استقرار لبنان الذي يعاني من أعمال عنف فضلاً عن المأزق السياسي الناجم عن فشل الساسة المنقسمين عدة مرات في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وكان الحريري أعلن هذا الأسبوع أن السعودية ستقدم مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لمساعدة قوات الأمن اللبنانية في قتال متشددين إسلاميين.
واجتمع الحريري بوزير الداخلية نهاد المشنوق وكذلك السفير الأمريكي ديفيد هيل، وحظي الحريري بتأييد شخصيات بارزة أخرى من بينها البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري.
وتأتي عودة الحريري للبنان عقب توغل عنيف من قبل المتشددين الإسلاميين الذين عبروا من سوريا واستولوا على بلدة عرسال السنية في شمال شرق البلاد السبت الماضي.
ومع امتداد نفوذ الجماعات الإسلامية السنية المتشددة في سوريا والعراق، استقبل اللبنانيون وصول الحريري بارتياح إذ كانوا يخشون من أن غيابه ترك السنة عرضة لتأثيرات المتشددين.
وتتزامن عودته مع علامات متزايدة على قلق في السعودية من تحركات تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وليد جنبلاط -أكثر زعماء الدروز نفوذاً في لبنان والذي يصف نفسه بأنه وسطي لكنه غير تحالفه عدة مرات في العقد الماضي- لرويترز إن عودة الحريري «إيجابية للغاية». وأضاف جنبلاط «في مواجهة المتشددين وجوده (الحريري) مهم جداً».
وقال مايكل يانج وهو معلق سياسي إنه منذ غادر الحريري «تشكل فراغ داخل الطائفة السنية».
وأضاف «أصبح هذا خطراً على نحو متزايد لأن هذا المجتمع أصبح أكثر تشدداً.ربما تكون عودته (الحريري) مسعى مع السعوديين لتأكيد قدر ما من السيطرة على الطائفة السنية».
وربط الحريري نفسه وعودته بالسعودية قائلاً عبر حسابه على موقع تويتر «عودتي أتت بعد الهبة السعودية التي يجب أن نرى كيف ننفذها ونترجمها دعماً للجيش والقوى الأمنية والعسكرية».