بقلم عبدالإله الأمين
منذ أواخر القرن الماضي سلكت التكنولوجيا طريقاً سريعاً في حياتنا المعاصرة، بسرعة تقدر بملايين الأفكار تماشياً مع متطلبات حياتنا اليومية، ومن تلك الأفكار ما ينفعنا ومنها ما يضرنا ومنها ما لا نعرفه بالإضافة إلى وجود المزدوج بين تلك الصفات.
برغبة قوية تحولت تلك الأفكار إلى واقع يمكن الاستفادة منه ليكون جزءاً من ذلك المحيط من عالم التكنولوجيا، الذي يحيط بنا من كل الاتجاهات ولا يمكننا الاستغناء عنه، من أدوات التكنولوجيا مثل الحاسب الآلي، التلفاز والراديو، ليتحقق بذلك هدف التكنولوجيا في حل المشكلات التي تواجهنا في حياتنا اليومية وزيادة الإنتاج والإنتاجية بقصد رفاهية المجتمع وتطوره.
يقع الكثير من مستخدمي التكنولوجيا في خطر نتائج الاستخدام الخاطئ التي تغير هدف التكنولوجيا من حل المشاكل إلى جلب المشاكل والتقليل من قيمة الأفكار التي أتت من خلال مشاوير طويلة من الاستنتاجات والاختبارات والتدقيق لإيصال تلك الأفكار إلى أفضل المواصفات، في حين وجود إرشادات ومعلومات تقود إلى طرق الاستخدام الأمثل بما يكفل تلقي الفوائد بنجاح والاستفادة منها وذلك ما يعرف بثقافة التكنولوجيا.
تهدف ثقافة التكنولوجيا إلى تحديد المفاهيم والمهارات والاتجاهات التكنولوجية المناسبة إلى كل فئات المجتمع وحاجتنا الماسة للتكنولوجيا، مثل استخدام برامج الحاسب الآلي ومواقع الإنترنت لأهداف التعليم والمعرفة، بالإضافة الحصول على كافة المستجدات من كل تطوير أو أي ابتكار جديد.
يمكن أن تنتقل ثقافة التكنولوجيا إلى كل الشعوب الأخرى وتكون جزءاً من ثقافتهم، تأثر فيهم في شتى مجالات الحياة بما في ذلك قيمهم وحياتهم الخاصة، سواء كان هذا التأثير بشكل مباشر مثل دراسة التكنولوجيا واختلاط الشعوب بالشعوب المعاصرة للتكنولوجيا أو بشكل غير مباشر باستخدام التكنولوجيا من غير معرفة ومن غير أي ثقافة ملمة بالتكنولوجيا.
هل يمكن أن نكون جزءاً من مفكري أو مصنعي التكنولوجيا بحسب ما تحتويه ثقافتنا وتحتاجه شعوبنا؟ نعم بإمكاننا أن نفكر ونصنع ونطور، ابتداءً بالفكرة وهي تعتبر أساساً بأهميتها في بناء التكنولوجيا، يمكن أن نأتي بالأفكار عن طريق البحث عن حلول للمشاكل التي تواجهنا في الحياة، أو ابتكار لشيء يمكن أن يساعد الناس لحياة أفضل، أو دمج أكثر من فكرة لتصنيع أدوات متعددة الاستخدام لتقليل الجهد والوقت.
في حين يرى البعض أن التكنولوجيا نجاح باهر لاستغلال الإنسان مقدراته العقلية لمصلحة البشرية، ويرى البعض الآخر نفس التكنولوجيا خطراً يهدد البيئة بالخراب ودمار الإنسانية، لذلك يجب أن نكون مفكرين إيجابيين بأهدافنا، متميزين بنجاحنا، مقدرين لثرواتنا، مبدعين بثقافتنا.