قيم 41% من المواطنين ما قدمه النائب لدائرتهم (على مقياس من 5-0) من برنامجه الانتخابي بـ«الصفر»، فيما ذهب 30% منهم على أن ما حققه النائب من برنامج الانتخابي هو الدرجة الكاملة «خمسة»، وقيم 12% منهم الاداء بـ«بواحد»، وحل في المرتبة الرابعة بالتساوي بنسبة 6% كل من قيم ما تحقق بـ«أربعة» وأيضا بـ«أثنين»، وأخيرا فان نسبة 5% من المواطنين قالت بان ما تحقق كان بـ«ثلاثة» من البرنامج الانتخابي.
وكانت صحيفة (الوطن) قد طرحت استطلاع عام على المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال قنواتها وعلى الموقع الالكتروني للصحيفة، وقد شارك فيه عدد جيد نسبياً من المواطنين، حيث تعتبر النسبة المشاركة من النسب المعتمدة في الاستطلاعات على المستوى الاحصائي.
ويعتبر البرنامج الانتخابي وثيقة مرجعية للنائب نفسه، لأنها الوثيقة التي تعاهد عليها أمام الناخبين بتنفيذها، ولذلك على النائب ألا يتجاهل برنامجه الانتخابي طوال فترة عضويته في المجلس النيابي. بل عليه مراجعة البرنامج بين وقت وآخر من أجل التأكد من مسار عمله، ومدى التزامه بالتنفيذ، فالبرنامج الانتخابي هو الوسيلة التي يحاسبه عليها الناخبين بعد انتهاء الفصل التشريعي، ومن خلال البرنامج نفسه تتاح لهم الفرصة لاختبار كفاءة النائب الذي انتخبوه.
البرنامج الانتخابي هو الأساس الذي تقوم عليه الحملة والدعاية الانتخابية، شريطة أن يتضمن تعهدات والتزامات المرشح، ومعرفة الواقع واحتياجات المواطنين وأولوياتهم، وأن يقدم برنامج عمل وخطة تنفيذية، وأن يكون له إطار زمني، وفي العادة فان البرامج الانتخابية هو جزء من حملة الدعاية الانتخابية ويحاول من خلالها المرشحون كسب تأييد الناخبين بالحصول على أصواتهم وثقتهم.
وفي الانتخابات التي شهدتها مملكة البحرين سواء على الصعيد النيابي أو البلدي نلاحظ أن المرشحين لا يضعون أي أهمية بالنسبة الى البرامج الانتخابية لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل او كيفية عرضها وأيصالها للناخبين، وغالبا ما تكون موجزة ومقتضبة، وفي في العادة أيضاً مستنسخة ومتطابق بين المرشحين بينه وبين بعض.
كما أنه من الملاحظ أن اتجاهات الناخبين في اختيار مرشحينهم للأسف لا تعتمد على ما يقدمه المرشحون من برامج انتخابية، بل تتدخل فيها عوامل أخرى كصلة القرابة والقبيلة والطائفة المسيطرة على اختيارات بعض الناخبين.
ومن الأهمية بمكان أن يشتمل البرنامج الانتخابي على أبرز مقومات البرنامج الانتخابي الناجح، القادر على المنافسة، لأن إعداد البرنامج هو جزء من إدارة الحملة الانتخابية، وهو العنصر الأساس، وأن إعداد البرنامج يجب أن يكون معبراً عن احتياجات الناس وطموحاتهم، ويجب أن لا يخاطب شريحة محدودة من الناس. إنما يخاطب مجموع الناخبين البحرينيين. فإذا كان المرشح سيترشح في دائرة معينة لابد أن يخاطب برنامجه الانتخابي مشاكل هذه الدائرة على وجه التحديد، والمشاكل والتحديات في أي مجتمع بشكل عام كالمشاكل المتعلقة بالإسكان، وبفرص العمل، وبالأجور، والبطالة، والتعليم، والصحة وغير ذلك من هذه المحاور. كما أنه لابد أن ينبني هذا البرنامج على دراسة عميقة للدائرة الانتخابية التي ينوي المرشح أن يترشح فيها. فلا بد أن يدرس منّ هم الناخبون في هذه الدائرة، وتوزيعهم العمري، ونوعية جنسهم من رجال ونساء وشباب، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليم، ومن هم المفاتيح الأساسية في هذه الدائرة، وما هي التنظيمات المؤثرة فيها، لأن معرفته بتفاصيل الحياة الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية للدائرة ستمكنه أولاً من معرفة مشاكلها وقضاياها، وهو ما سيساعده في إعداد برنامجه الانتخابي الناجح بشكل واقعي ومدروس، ويمكنه ثانياً من مخاطبة الناخبين بالأسلوب والطريقة التي تجذب اهتماماتهم.