تقاسمت البحرين تجربة الفن والجمال والإبداع مع الآخرين في شوارع مدينة أصيلة المغربية، بينما أعلنت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في افتتاح منتدى أصيلة «عبر الفن وأدواته نحقق الكثير ونصل بأحلامنا إلى العالم».
البحرين ضيف شرف منتدى أصيلة الثقافي الدولي في نسخته الـ36، أطلقت الجمعة مساراتها ومتداخلاتها الثقافية في مدينة أصيلة، واتخذت من أمكنة المدينة المغربية وشوارعها سياقات تفاعلية امتزجت من خلالها بأهل المدينة وزوارها، في واحدةٍ من أضخم المهرجانات الثقافية بالمغرب.
منتدى أصيلة انطلق أول أمس بمشاركة نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك نيابة عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وزير الخارجية المغربي الأسبق مؤسس منتدى أصيلة محمد بن عيسى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمغرب صلاح الدين مزوار، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، والعديد من الشخصيات الدبلوماسية والمثقفين والفنانين والإعلاميين.
ووجهت وزيرة الثقافة عميق شكرها لسمو الشيخ محمد بن مبارك لمشاركته أصيلة احتفاءها بالفنون، مؤكدة حرص جلالة الملك المفدى واهتمامه بالمهرجان، لما يمثله من قيم إنسانية جميلة.
ونبهت إلى جهود محمد بن عيسى بالقول «محمد صانع هذا الجمال ومنتدى اعتدنا زيارته ومشاركته منذ 6 أعوام»، وأردفت «ممتنة لهذه المدينة ونؤمن برسالتها حيث الجمال والسلام، وحيث الفن تجربة لصناعة كل هذا».
وأكدت أن تجربة منتدى أصيلة نموذج يجب الاقتداء به في جميع الأوطان العربية لأن «الثقافة تغير الأوطان»، وتوجهت بجزيل الشكر إلى أهل أصيلة ممن شاركوا في صياغة الجمال، والفنانين من جميع الدول.
وأوضحت «الشكر عميقه موجه تحديداً لفناني البحرين ممن حققوا نجاحاً نفخر به، ومنحوا مدينة أصيلة جماليات عديدة عبر معارض وجداريات سهروا على تحضيرها».
وواصلت «مشاركتنا لم نخطط لها، ولكن رتبت الصدفة أن نشارك بفنون مملكتنا في وقت تحتفي وزارة الثقافة ببرنامج الفن عامنا، وها نحن عبر الفن وأدواته نحقق الكثير ونصل بأحلامنا للعالم». مبينة «وسط كل المتغيرات السياسية الثقافة وسيلتنا لنغير العالم، قبل أن تختم بالقول «سعيدة بهذه المشاركة، وشكراً جزيلاً لهذه الاستضافة، كل عام وأصيلة وكل شبر في المغرب العربي بألف خير وجمال وسعادة».
ومع هذا الإطلاق الرسمي للمنتدى، أعلنت مدينة أصيلة المغربية بدء موسمها السنوي واحتفائها بالفنون والثقافة حتى 23 أغسطس الجاري، إذ أتبع حفل الافتتاح ندوة «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب»، بمشاركة عددٍ من الوزراء والأكاديميين والمثقفين.
وطرحت الندوة دواعي انخراط الدول في كيانات اتحادية لتأمين الاستقرار والتنمية والتقدم، مستدلة على تجارب تجمعات إقليمية راهنت على المشتركات بينها من روابط ومصالح كما في اتحاد المغرب العربي، مجلس التعاون الخليجي، ونماذج أخرى تتوزع ما بين شرق ووسط وغرب القارة الأفريقية ومنظمة «ميركوسور» في أمريكا الجنوبية و«آسيان» بالقارة الآسيوية.
وتوجهت الندوة لتناول إشكاليات مركبة تواجه مثل هذه الكيانات، إلى جانب استعراض طرائق سلكها الفاعلون السياسيون والنخب الوطنية والرأي العام ومكونات المجتمع المدني من أجل تكوين اتحادات قوية ومتماسكة.
أتبع الندوة، استكشاف للمداخلات الثقافية تشارك فيها وزارة الثقافة في أمكنة ثقافية وشوارع مدينة أصيلة الحميمة، عبر تدشين مكتبة خاصة لمعرض كتب بحرينية في إحدى أهم الساحات، جسدت اقتباساً من معرض البحرين الدولي للكتاب.
وقدمت المكتبة العديد من إصدارات وزارة الثقافة لكتاب وأدباء ومثقفين ونقاد بحرينيين، أُنتجت كتاباتهم وأبحاثهم من ضمنها ما أصدر خلال مشروع «النشر المشترك» الذي أطلقته وزارة الثقافة عام 2000 لدعم الكتاب البحريني.
وتوجه الجمهور لاحقاً إلى الساحة القريبة من قصر الثقافة، حيث قدمت فرقة محمد بن فارس لفن الصوت مجموعة من المقطوعات البحرينية تفاعل الحضور والمارة مع موسيقاها، وأقيمت على مسرح في الشارع، مستوقفة زوار المكان ومندمجة في سياق المكان.
واحتضن مركز الحسن الثاني بأصيلة، معرض الفنون التشكيلية بمشاركة رواد الحركة التشكيلية في البحرين ومجموعة من الفنانين بأعمالهم الفنية، وهم الشيخ راشد آل خليفة، بلقيس فخرو، عبدالكريم العريض، إبراهيم بو سعد، فائقة الحسن، أحمد باقر، عبدالرحيم شريف، لبنى الأمين، عبدالكريم البوسطة، أصغر إسماعيل، نبيلة الخير، علي خميس، مروة آل خليفة، حسين السني، ناصر اليوسف، عدنان الأحمد، راشد سوار، زهير السعيد وعلي حسين.
ويجسد المعرض قراءة متمعنة في الفن التشكيلي البحريني وتقنياته، عبر مجموعة منتقاة من أعمال كل فنان، في رصدٍ لهذا المشهد الثقافي.
وفي غزل لمسارات استثنائية، شكل أحد الطرقات وبعض الغرف الواقعة ما بين مركز الحسن الثاني وقصر الثقافة، معرضاً لمجموعة من الأزياء البحرينية والأثواب المطرزة بالتقنيات الشعبية التقليدية، حيث استلهم المعرض أهم الأثواب النسائية البحرينية المتنوعة والطـرز المختلفــة للتصميم والتطريز.