أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، أن مشروع تحسين كفاءة الإنارة العامة في شوارع المملكة يرتكز على رفع الكفاءة وتوفير الطاقة، لافتاً إلى أن النهاية تراقب تجربة إنارة أحد شوارع الحد بالطاقة الشمسية نهاية العام الماضي، للاستفادة منه في تطوير مشروعات مشابهة مستقبلاً.
وقال الرئيس التنفيذي في تصريح له أمس، إن مصابيح الإنارة بالشوارع تستهلك نحو 112 غيغاوات ساعة سنوياً، مشيراً إلى أن مشروع التحسين الحالي يسهم في حفظ موارد الطاقة بالمملكة ويساعد في استدامتها، ويحد من الانبعاثات الغازية الملوثة الناتجة عن استهلاك الطاقة الكهربائية في البحرين.
وأضاف أن استراتيجية الهيئة في هذا الجانب تركز على مسارين، الأول يتعلق بتحسين كفاءة مصابيح الإنارة المستخدمة، ما ينعكس على السلامة المرورية لعابر الطريق، بينما يصب الثاني في تطوير التطبيقات الخاصة بالطاقات المتجددة والنظيفة في مجال إنارة الشوارع، لافتاً إلى أن الهيئة تعكف حالياً على دراسة هذين المسارين وتنفيذ المشروعات التجريبية اللازمة لتحقيق أفضل نتائج تتلاءم مع ظروف البحرين البيئية والمناخية.
ونبه إلى أن الهيئة نفذت في المسار الأول، مشروعاً تجريبياً في طريق 2431 بالجفير، وانتهت من تنفيذه بغضون العام الماضي، مشيراً إلى أن الهيئة استبدلت في المشروع 50 مصباح إنارة من المصابيح العادية «HPSV» بمصابيح «LED» ذات جودة عالية وأكثر توفيراً للطاقة.
وقال «رغم أن الهيئة لا زالت تراقب أداء المشروع التجريبي، إلا أن النتائج حتى الآن تشير إلى تحقيق نجاحات جيدة، عبر مضاعفة مستوى الإنارة وتحسين الرؤية في الشارع، وتحقيق وفورات في الطاقة الكهربائية تصل إلى 25%».
وأضاف الرئيس التنفيذي أنه رغم ارتفاع كلفة مصابيح LED حالياً، إلا أن نوعية الإنارة الناتجة عنها أكثر وضوحاً وأفضل من حيث تحسين الرؤية، لافتاً إلى أن عمر هذه المصابيح يصل لأكثر من 10 سنوات، ما يقلل من كلفة استبدالها وصيانتها.
وأردف «بخصوص المسار الثاني، انتهت الهيئة نهاية العام الماضي من تركيب 20 عمود إنارة في منطقة الحد طريق 901 تتغذى من الطاقة الشمسية».
وذكر أن هذه الأعمدة تتميز بأنها تعمل بصورة مستقلة عن الشبكة الكهربائية ولا تتأثر بانقطاعاتها، حيث تتغذى من خلال ألواح شمسية تمتص أشعة الشمس بكفاءة عالية وتحولها إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات، وهي لا تستهلك أي كمية من الوقود اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية، ولا تنتج عنها غازات ملوثة.
وقال «رغم ارتفاع كلفتها، إلا أن الهيئة تصر على الاستثمار في هذه التقنية الحديثة والنظيفة وتسعى لتطويرها وتوطينها في البحرين خدمة لأهداف التنمية المستدامة، والتزاماً من الهيئة بمسؤولياتها البيئية والاجتماعية».
ولفت إلى أن الهيئة تراقب حالياً أداء مشروع الإنارة بالطاقة الشمسية بصورة حثيثة لملاحظة أثر البيئة المحلية على مكوناته، خاصة أن المنطقة تتأثر بارتفاع مستوى الحرارة والرطوبة وتراكم الغبار.
وأكد أن الهيئة تراقب تأثير هذه العوامل على كفاءة الخلايا الكهروضوئية «PV Panels» ومصابيح «LED»، وما ينتج عنها من مستوى إنارة، وتحديد المستوى المناسب من الصيانة الدورية اللازمة للحفاظ على كفاءة الخلايا وأدائها، للاستفادة من المشروع التجريبي في تطوير وتصميم المشروعات المشابهة مستقبلاً.
وقال إن الهيئة تطور لاحقاً استراتيجيتها في هذا المجال بعد الانتهاء من تقييمها ودراسة كافة الجوانب المحيطة بهذه المشروعات بصورة متكاملة وشاملة.