انتخب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس (الأحد) رئيساً للجمهورية التركية من الدورة الأولى للانتخابات التي جرت للمرة الأولى بالاقتراع العام المباشر كما أفادت قنوات التلفزيون.
واستناداً إلى النتائج الجزئية بعد فرز أكثر من نصف بطاقات التصويت حصل رئيس الحكومة الإسلامي المحافظ، الذي يحكم البلاد منذ 2003، على %54.7 من الأصوات مقابل %36 لمرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلي و%9 لمرشح الأقلية الكردية صلاح الدين دمرتاش. وقد أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها مساء لتبدأ على الفور عملية فرز الأصوات مع توقع إعلان النتيجة لاحقاً.
لم يخف أردوغان أبداً رغبته في وضع يده على السلطة التنفيذية من خلال تعزيز صلاحيات منصب رئيس الدولة الذي لايزال حتى الآن منصباً فخرياً إلى حد كبير.
وقال أردوغان خلال إدلائه بصوته إن «شعبنا يتخذ اليوم قراراً بالغ الأهمية بالنسبة للديموقراطية التركية»، مكرراً رغبته في الاحتفاظ بمقاليد الحكم من خلال التشديد على أن «الرئيس المنتخب والحكومة المنتخبة سيعملان يداً بيد». ويبدو أن أياً من منافسي أردوغان لن يتمكن من قطع الطريق عليه إلى قصر جنكايا الرئاسي خلال الحملة التي اعتمد فيها على جاذبيته وحضوره القوي والقدرة المالية الضخمة لحزبه العدالة والتنمية الذي أنفق ملايين اليوروهات على الدعاية الانتخابية. مرشح حزبي المعارضة الاشتراكية الديموقراطية والقومية أكمل الدين إحسان أوغلي وهو مؤرخ معروف في السبعين من العمر تولى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لم يتمكن سوى من إعطاء صورة الرجل الطيب الحكيم لكن بلا بريق.
أما مرشح الأقلية الكردية النائب صلاح الدين دمرتاش فقد جعل من الحقوق والحريات أولويته على أمل ان يقضم أصواتاً من خارج هذه الأقلية التي تضم 15 مليون شخص. وقد توقعت جميع استطلاعات الرأي التي نشرت هذا الأسبوع فوز أردوغان بغالبية 51 إلى %57 من نوايا التصويت.
وبهذا الفوز ينضم رجل تركيا القوي، الذي يتمتع بقوة جاذبية ويتعرض في الوقت نفسه للانتقاد على نزعته الاستبدادية، إلى مؤسس الجمهورية التركية الحديثة والعلمانية مصطفى كمال باعتبارهما أكثر القادة تأثيراً في تاريخ تركيا الحديثة.