كتبت ـ مروة العسيري:
توقع متابعون أن تشهد الانتخابات النيابية والبلدية المرتقبة، تنافساً محتدماً بين المرشحين على غرار ما شهدته الانتخابات الأخيرة لغرفة التجارة والصناعة.
وأعربوا عن اعتقادهم أن تأخذ المرأة دورها في الانتخابات المقبلة، بعد أن أثبتت كفاءتها بمختلف الصعد والميادين، وفوزها بـ4 مقاعد في انتخابات الغرفة الأخيرة.
وقارن المتابعون بين حراك التجار في الانضمام إلى كتل انتخابية لتشكيل ثقل انتخابي يعزز حظوظهم بالفوز بمقاعد الغرفة، وبين الحراك النيابي المعتاد عليه طوال السنوات الماضية، معربين عن اعتقادهم أن يأخذ الحراك الانتخابي هذا العام شكلاً مغايراً ومختلفاً كل الاختلاف.
وركز المتابعون على الحراك النسائي في الآونة الأخيرة بالنسبة للانتخابات التجارية أو الانتخابات التكميلية، معتقدين أن يكون الحراك النسائي المرتقب في لانتخابات المقبلة هو الأعلى في تاريخ التجربة البحرينية.
وقالوا إن التنافس كان واضحاً بين النساء في انتخابات الغرفة بين لوبي «جمعية سيدات الأعمال» برئاسة أحلام جناحي، ولوبي «نادي صاحبات الأعمال» برئاسة الشيخة هند آل خليفة إثر دخولها المعترك الانتخابي للمرة الأولى، حيث فازت 4 سيدات في انتخابات الغرفة من أصل 11 ترشحن لغمار المنافسة، وهن أحلام جناحي، ديما الحداد، أفنان الزياني، والشيخة هند آل خليفة.
وقال رجل الأعمال ناصر الأهلي «لا شك أن وصول المرأة للمناصب القيادية في الدولة لم يأت من فراغ، بل من قناعة تامة أن إنتاجية وعطاء المرأة لا يقل عن الرجل في كثير من المجالات، ومن هنا كانت المرأة وزيرة ونائبة وسيدة أعمال».
وأعلن تأييده لوصول أي شخص كفء للمناصب القيادية رجلاً كان أو امرأة، مضيفاً «لا شك أن وصول 4 سيدات أعمال لمنصب عضوية الغرفة دليل كفاءة، وقناعة الناخب بمقدرة المرأة وعطائها في خدمة المجتمع التجاري، والحال نفسه ينطبق في الانتخابات النيابية والبلدية».
وأردف «إذا كانت المرأة قادرة على الإنتاجية في مجال تخصصها، فلماذا لا ننتخبها؟ ولاحظنا أن بعض النائبات والشوريات أداؤهن أفضل بكثير من الرجل».
وأكد أن البحرين انتهت من موضوع وجود المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في المحافل الانتخابية والمناصب القيادية، بفضل العهد الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، و بدعم مباشر من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
وواصل «الدور المتبقي على المرأة نفسها أن تثبت كفاءتها في مختلف المجالات»، متوقعاً أن يكون الحراك النسائي لهذه المؤشرات كبيراً في الفصل التشريعي المقبل.
من جانبه، اعتبر رجل الأعمال كاظم السعيد، انتخابات الغرفة مؤشراً على الانتخابات البرلمانية والبلدية من عدة أوجه، أولها الرغبة في التغيير، وقال «الناخب في الحالتين راغب في التغيير ويريد إيصال وجوه جديدة يتوسم فيها القدرة على تمثيله والتعبير عن تطلعاته، وهو يشعر أن هناك تطورات وتحديات في آن واحد يعلق فيها الآمال أن تلعب الغرفة دوراً في التصدي لها بالنسبة للقطاع التجاري، وعلى مجلس النواب والمجالس البلدية فيما يدخل في صلب اختصاصاتها من تشريع ورقابة» .
وأضاف السعيد «هناك قاسم مشترك آخر، فانتخابات الغرفة ترشح لها عدد كبير من سيدات الأعمال للمرة الأولى، وفاز منهن أربع سيدات أعمال، وهذا بحد ذاته تطور إيجابي يحسب للغرفة وتاريخها ولعضواتها وللمرأة البحرينية، وهو ما ينطبق على الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة». وأكد أن المؤشرات الأولية توضح وبصورة جلية أن هناك عدداً كبيراً من العناصر النسائية قررن خوض الاستحقاق الانتخابي المقبل سواء الانتخابات البرلمانية أو البلدية، عاداً هذا الأمر إيجابياً ويستحق التوقف عنده، لأنه يعني انعطافة مهمة في مسيرة المرأة البحرينية وتطورها، ويعكس أيضاً تطور المجتمع البحريني.
وأضاف السعيد «هذا يعكس درجة الوعي المجتمعي، وهو وعي يسمح ويتقبل هذا العدد من المرشحات، ويتبنى البرامج الداعمة للمرأة، وهنا لابد من التنويه والإشادة بدور المجلس الأعلى للمرأة في هذا المجال».
وجزم أن وعي الشارع البحريني تغير بالنسبة للمرأة البحرينية، لافتاً إلى أن الأداء المخيب للآمال لمجلس النواب والمجالس البلدية يفرض هذا التغيير.
وتابع «هناك قناعة متنامية بقدرة المرأة البحرينية على ولوج العمل السياسي من خلال المجلس النيابي، ومعارك الخدمة العامة عبر المجالس البلدية، بعد أن أثبتت المرأة البحرينية قدراتها وكفاءتها في إدارة وتولي المهام الصعبة والقيادية، وتجربتها في مجلس النواب وحتى على صعيد تجربتها المحدودة جداً في مجلس بلدي واحد تستحق التقدير».
وتوقع أن تأخذ هذه التجربة مدى أكبر وأعمق يثري التجربة الديمقراطية، راجياً أن تسير الانتخابات بمسارها الصحيح دون اللعب على أوتار الدين، وتبني مواقف عدائية ضد خوض المرأة البحرينية المعترك الانتخابي.
بدوره قال النائب عادل العسومي «عندما نسلط الضوء على انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين ونحللها، نتوقع مجريات أحداث الانتخابات النيابية والبلدية».
وأضاف أن جميع الدلائل والمؤشرات تنبئ بوجود حراك متشابه، لافتاً إلى وجود خمس كتل انتخابية متنافسة في انتخابات الغرفة كان لها ثقلها. وأردف «ما حصل في انتخابات الغرفة يمكن أن يعتبر بوابة عبور إلى الانتخابات النيابية»، مركزاً على الأسماء الجديدة الشبابية الداخلة في انتخابات الغرفة وكذا دخول المجلس الأعلى للمرأة على الخط. وكانت عضو المجلس الأعلى للمرأة الشورية دلال الزايد كشفت مؤخراً في تصريح لإحدى الصحف المحلية، أن عدد المرشحات لانتخابات 2014 ارتفع إلى 32 مرشحة للاستحقاق البرلماني والبلدي.