قال حلفاء نوري المالكي أمس (الإثنين) إن الرجل الذي سيحل محله في رئاسة الوزراء ليست له شرعية، في تصعيد للتوتر السياسي، في ما يهدد متشددون مسلحون البلاد.
وتلا خلف عبدالصمد عضو حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي بياناً على شاشة التلفزيون -في ما كان المالكي يقف بجانبه متجهم الوجه- قال فيه إن رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي «يمثل نفسه» فقط.
وكان الرئيس العراقي قد كلف أمس رئيساً جديداً للوزراء خلفاً لنوري المالكي وحثه على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة يمكنها إنهاء العنف الطائفي.
والمالكي يتهمه حلفاؤه السابقون في واشنطن وطهران وبغداد بتهميش الأقلية السنية ودفعهم للثورة. ونشر ميليشيات موالية وقوات خاصة في العاصمة بعدما ألقى كلمة يملؤها التحدي متهماً رئيس الدولة بانتهاك الدستور.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من المالكي حول تكليف العبادي برئاسة الوزراء، لكن صهره وهو حليف سياسي قال إنه سيسعى لإلغاء الترشيح عبر المحاكم.
وطلب الرئيس فؤاد معصوم من حيدرالعبادي -القيادي في حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه المالكي- قيادة حكومة يمكنها كسب تأييد البرلمان المنتخب في أبريل. وفي تصريحات بثها التلفزيون حثه معصوم على تشكيل حكومة «ذات قاعدة عريضة» خلال شهر.
ودعا العبادي الذي قضى عقوداً في المنفى في بريطانيا خلال حكم صدام حسين إلى الوحدة الوطنية ضد الحملة الهمجية لتنظيم «داعش» الذي طرد عشرات الألوف من منازلهم وهو يهزم القوات العراقية من الشمال والغرب قبل أن يعلن خلافة إسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال العبادي بعد لقاء معصوم «علينا أن نتعاون جميعاً للوقوف بوجه هذه الحملة الإرهابية على العراق وإيقاف كــل الجماعــات الإرهابية».
وبعد دعم واشنطن لمحاولات معصوم لإنهاء الجمود الذي استمر لثلاثة أشهر عقب الانتخابات البرلمانية وأضعف رد بغداد على هجوم «داعش» دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المالكي لعدم اللجوء للقوة وعدم «إثارة القلاقل» أثناء بحث العراقيين عن قائد جديد.
وبينما كانت تغلق قوات من الشرطة ووحدات من قوات النخبة المسلحة شوارع العاصمة قال كيري «لا يجب استخدام القوة أو الدفع بقوات أو ميليشيات في هذه اللحظة من الديمقراطية من أجل العراق».
ويتحدى المالكي الذي يرأس حكومة تسيير أعمال منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في أبريل دعوات السنة والأكراد وبعض الشيعة وإيران بالتنحي لإفساح المجال أمام تولي شخصية أقل استقطاباً.
ويبدو أن صبر واشنطن قد نفد حيال المالكي الذي عين الموالين من الشيعة في مناصب مهمة في الجيش وأثار مقارنات مع الرئيس الراحل صدام حسين.
من جهة أخرى، هنأت الولايات المتحدة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، كذلك هنأ المجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم العبادي بتكليفه تشكيل الحكومة.
كما اتصل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس العراقي ليعبر عن دعم بلاده لموقفه وموقعه كضامن للدستور، ومشيداً بتكليف العبادي.
ورحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بقرار الرئيس العراقي فؤاد معصوم تكليف حيدر العبادي برئاسة وزراء العراق خلفاً لرئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي.
يذكر أنه تم ترشيح العبادي من قبل التحالف الوطني العراقي، وهو تحالف شيعي رئيس، حيث أعلن التحالف أنه رشح نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي لرئاسة الوزراء.