صدر منذ بضعة أسابيع قرار منع الخمور وإغلاق صالات الرقص الماجنة في الفنادق ذات الثلاث نجوم وما دونها، هذا القرار أثلج صدورنا التي كانت تتمنى مثيله منذ زمن. أثلجها لما رأيناه سيخفف بحول الله من شر من لا يريد للبركة والخير أن يحلا على هذه الأرض وأهلها.
نشكر ملك البلاد –أيده الله– وكل الجهات المسؤولة على ما كان منهم بشأن القرار الموافق لشريعة الله المقتضي منع الخبائث من خمور ومواطن للمجون في الفنادق ذات الثلاث نجوم وما دونها. نرجو من كل الجهات المعنية الجدية في تنفيذ القرار وتشديد العقاب على كل من يخالفه. ونلتمس منها إكمال ما بدأته من معروف بأن تمنع الخمور من غيرها من الأماكن، من (1) متاجر الخمور التي مازالت وجهة ذوي القلوب المريضة ليجدوا فيها ضالتهم الخبيثة، ومن (2) الفنادق ذات الأربع النجوم فما فوق. بإيجاز، نرجو من حكومة البلاد أن تمنع تعاطي الخمور والمتاجرة بها في كل بقعة بحرينية، فلا يكون لها وجود بعد ذلك على أرضنا الطيبة ولا تكون سبباً يقدم من أجله الأجانب يلوثون أموالنا بسحتهم، يعطبون أنفاس البحرين الطيبة بأنفاسهم الخبيثة المعبأة بروائح المشروب القذر.
إن الخمر مضرة بالعقل والجسم والحياة الاجتماعية بشهادة العلم الحديث. وإن ذلك لعلم موجود في كتاب الله المنزل إلينا منذ أربعة عشر قرناً حينما كان أسلافنا يعيشون في الخيام يفترشون التراب، يرعون الأنعام في الصحراء القاحلة. عندما تنزلت آيات الله العظيم على العرب الأميين، لم يكن لديهم أجهزة علمية تحليلية أو علماء نفس واجتماع يثبتون بها الحكمة مما شرع في الوحي من أحكام، إلا أن سادتنا السابقين الأولين إلى دين الله أسلموا جوارحهم إلى خالقها وجاهدوا شهواتهم وشياطينهم فاتبعوا ما أنزل إليهم بلا نقاش أو جدال لما أيقنوا أن خالقهم هو اللطيف الخبير الأرحم بهم من أنفسهم، العليم بما ينفعهم وما يضرهم، ولما أيقنوا أنه بعث إليهم رسولاً من أنفسهم حريص عليهم من الهلاك يخرجهم من ظلمات العيش ومنغصاته إلى نور الحياة وطيباتها. كم حري بنا أن نقتدي بهم!!
إلى متى سنظل نسمع كلام جبار السماوات والأرض وكلام رسوله ونحن لا نعي أو نستجيب؟؟! قد أنزل الله إلينا كتاباً لا يشقى من اتبعه ولا يحزن، سماه ربي هدى و نور. متى نوقن أن هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين لا يديه ولا من خلفه وأنه هدى لكل زمان ومكان؟!! هل عندما يمنع الغرب الخمور في بلادهم؟! هل عندما يحرم الغرب ما حرمه الله علينا وأرانا فيه خبراً شافياً منذ ألف سنة؟! قد من الله علينا بأن جعل من أنفسنا أناساً يعلمون شريعة هذا الدين يرشدوننا وينصحوننا من فوق المنابر وما عداها أن نقبل على الخير والطاعات وأن نتولى عن الخطايا والمعاصي وأسبابها، لقد أبينا الالتفات إلى هؤلاء الذين لم يسألونا شيئاً وأصرينا على الإنصات إلى من يسمون بالنخبة المثقفة المتعلمة التي لن تلبث حتى تقر في نهاية الأمر إلى صلاح ما بينه الفرقان العظيم من قبلهم، الكتاب الذي عزلناه عن شؤون حياتنا فما عاد لنا منه غير تلاوته في رمضان والجمعات والأحزان – إلا من رحم الله –.
أسامة محمد