«أصدقاء الرجل الشرقي.. خط أحمر لا يجب الاقتراب منه، ومن المحظورات والممنوعات، بينما المرأة وحياتها الاجتماعية كتاب مفتوح للرجل له الحق في الاطلاع عليه متى ما يشاء.. فلماذا أصدقاء الرجل خط أحمر في المقابل المرأة هي من تتحدث لزوجها عن صديقاتها؟
تقول سمية صالح -أم لخمسة أبناء- لدي ابنان وثلاث بنات، حرصت بأن أكون أماً قريبة منهم لا أكون الأم فقط بل الصديقة، فمنذ أن كانوا صغاراً كنت أعرف كافة تفاصيل حياتهم ومنها أصدقاؤهم في المدرسة منذ المرحلة الابتدائية ولاحظت مع تقدم أعمارهم (الأولاد) لا يحبون الحديث عن أصدقائهم حتى وصولهم مرحلة الجامعة، فاليوم عندما أسالهم على سبيل المثال.. مع من ستذهب؟ يرد علي: مع صديقي.. أكمل السؤال ومن هو؟ فالجواب مباشرة (ما تعرفينه)، بعكس البنات، فأعرف جميع صديقاتهم.
فيما أشارت فاطمة مراد -زوجة وأم لطفل- إلى أن زوجها يرفض بشده السؤال عن أصدقائه، في المقابل يريد أن يعرف من هم صديقاتي وهذا ما يجعلني أضعه في دائرة الأنانية، وكثيراً ما نتشاجر بهذا السبب، لأنه عندما يريد الخروج مثلاً أسأله بديهياً مع من ستخرج، يكون جوابه (مع الربع) ولكن من هم؟ يجب أن لا أسال في قانونه وإن سألته فرده (نظرات توحي بالغضب.. والصمت أحياناً) وإلى اليوم لا أعرف حتى أسماء أصدقائه.
وفي سؤالنا للشاب محمود عيسى، هل أصدقاء الرجل خط أحمر؟ وهل فعلاً لا يحب الرجل السؤال عن أصدقائه سواءً من زوجته أو أخته؟ يقول: عندما لا يجد الرجل مبرراً من السؤال فلا يحب الإجابة عليها، فماذا تحصل المرأة من وراء هذا الرجل، فالرجل له خصوصيته خارج بيته وينزعج عندما يحاول أحد بأن يتدخل في هذا المحيط، مضيفاً أنه لو كان هناك داعٍ من معرفة أصدقاء الزوج بالنسبة للزوجة فحتماً الرجل هو من يبادر بالحديث.
يضيف: هنا يجب أن نفرق، الرجل لا يحب الحديث عن أصدقائه، ولكن يجب أن نؤكد على أنه يكون رجلاً وليس شاباً أو مراهقاً، لأنه حتماً الشاب في هذه المرحلة العمرية يجب أن يسأل من هم أصدقاؤه كما يقال «حدثني من تصاحب.. أخبرك من أنت»، هذا بالنسبة للشاب أو المراهق، أما الرجل له شأنه الخاص.
وقال رئيس قسم علم النفس بجامعة البحرين د.شمسان المناعي إن الرجل الشرقي لا يحب بأن تسأل المرأة (الزوجة، الأخت، الابنه.. إلخ) عن أصدقائه، مشيراً إلى أن هذه الفكرة سائدة في مجتمعاتنا بحكم الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد والتي كانت سائدة في الماضي، حيث إن هذه الفكر مازال موجوداً حتى اليوم، رغم تطور المجتمعات وحصول المرأة على حقوقها وواجباتها في كافة الجوانب إلا أن الجانب الاجتماعي مازال في كثير من الأحيان يستمد من الماضي، حيث إن المجتمع يعطي الرجل خصوصية تختلف عن المرأة وهو يرجع إلى مكانته الخاصة والمساحة التي يعطى فيها، بذلك يحق له أن يسأل عن صديقات زوجته أو أخته أو.. إلخ، بينما السؤال عن أصدقائه خط أحمر ومرفوض في كثير من الأحيان.
وأضاف د.شمسان المناعي «كما ذكرنا، رغم التطورات ودخول المرأة مجالات عديدة سواءً في الميادين السياسية والإعلامية والاقتصادية.. إلا أنها مازالت في الجانب الاجتماعي ترجع إلى تلك الترسبات من الماضي، وأيضاً هذا جاء بسبب الثقافة المحلية، لكن في المقابل هناك نقطة جوهرية لابد التطرق لها وتتمثل في أن هناك فروقات فردية في هذا المجال، فهناك الرجل المتشدد الذي يرفض سؤال زوجته عن أصدقائه، بينما هناك رجل آخر يعطي المرأة مساحة في السؤال وهو ما يعتمد على الفروقات الفردية والموروثات الاجتماعية».
وفي سؤالنا: هل هذا له علاقة بالجانب النفسي؟ يقول المناعي: لا يمكن فصل الجانب النفسي عن الجانب الاجتماعي، حيث إن الجانب النفسي سلوك مرجعيته مأخوذة من المجتمع، والرجل هو الذي حدد هذا السلوك بناءً على الجوانب الاجتماعية.