رغم إجماع عينة من الرجال والنساء استطلعت «الوطن» آراءهم حول بكاء الرجل أنه «من حق الجنسين»، إلا أن معظمهم عاد ليؤكد أن دموع الرجل في المجتمعات الشرقية «عيب وضعف».
وخلص رجال مستطلعة آراؤهم إلى أن «المجتمع لا يعترف بالكثير من الأمور الصحيحة ويراها عيباً ولا يمكن تجاوز هذه الأمور بسهولة، إذ ما زال الكثيرون يرون في البكاء ثقافة نسوية لا تليق بالرجل، ومتى عجز عن كبح دموعه فليس له إلا أن يختبئ، أما أن يشاهده الناس فأمر ليس مستحباً بل مخجلاً ينتقص من رجولته».
وتناولت الأسئلة، محل الاستطلاع الذي أجرته «الوطن»: هل بكاء الرجل يفقده الكثير من رصيد رجولته؟ هل يحوله إلى إنسان مهزوز؟ هل البكاء وليد لعيون النساء فقط؟ وهل عيون الرجال بليدة للإحساس بالدموع؟
وقالت مروة إن «الرجل يبكي بكل تأكيد إذا فقد عزيزاً، أو ألمت به مصيبة، أو فقد محبوبته، وربما يبكي فرحاً أيضاً، إلا أننا اعتدنا تربية أطفالنا الذكور على أن البكاء ليس للرجل(..) فالمجتمع يضع قانون وقاعدة عامة تتمثل في ممنوع البكاء للرجال أو البكاء للنساء فقط».
وأضافت: «نعم يجب تغيير قاعدة (الرجل لا يبكي)، إلا أن هذا الأمر ليس سهلاً فهو عادة اجتماعية متوارثة».
نظرة المجتمع
ويقول سلمان فصيل موظف: إن «البكاء حق مشروع لكلا الجنسين، وبالنسبة للرجل فأنا أرى أن الرجل يكبت دموعه أحياناً من أجل نظرة المجتمع، لأن المجتمع لا يعترف بهذه الدموع ويعتبرها ضعفاً ولكن هناك مواقف عديدة يبكي فيها الرجل مجاهرة»، معرباً عن اعتقاده أن «دموع الرجل عندما تذرف بمكانها الصحيح قوة، ولكن هذا لا يعني ألا يبكي ولكنني أفضل أن يبكي بعيداً عن أنظار الآخرين وخاصة زوجته وبناته لأن المرأة عندما ترى دموع الرجل قد يفقد شيئاً من احترامه ورجولته أمامها».
من جهته، رأى عبدالله إبراهيم – موظف- أن «الرجل بطبيعته لا يظهر مشاعره وحزنه أمام الآخرين، لأنه لديه القدرة على كتمان تلك المشاعر والأحاسيس فهو يحزن ويتظاهر بالفرح حتى لا يشعر أهله بهذا الحزن فيحزنون مادام لديه لقدرة على الكتمان، بعكس المرأة التي لا تستطيع كتمان مشاعرها فتجدها سرعان ما تبكي».
البكاء «عيب»
بدوره يقول حسن محمد: «البكاء وسيلة للراحة النفسية، وكثيراً ما نسمع البعض يقول إن الرجل لابد أن تكون كرامته قوية بحيث يتماسك ولا يبكي أمام الآخرين، ولا يضعف أمام أي مشكلة تواجهه دون أن يفرقوا في المفاهيم بين البكاء والضعف، فلا علاقة لأحدهما بالآخر، ويتناسون كذلك أن الرجل في النهاية إنسان بين جوانحه قلب ينبض، ويحتاج أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه كالمرأة تماماً».
ويضيف: «بالتأكيد البيئة الشرقية وطبيعة التفكير في مجتمعنا الشرقي تعتبر الرجل الذي يبكي كأنه استسلم وأنه ضعيف الشخصية، فمع الأسف أن الرجل في مجتمعاتنا الذكورية تربى على أن البكاء عيب، حتى إننا مازلنا نسمع الأمهات يقلن لأطفالهن «لا تبكي أنت رجل» بطريقة عفوية دون أن يأخذن في الحسبان أن هذه العبارة ستجعل منه إنساناً يزُرع في داخله مفهوم بأن البكاء ضعف وأنه عيب، بل لا يحق له البكاء، وللأسف ينقل هذا المفهوم من جيل إلى آخر».