بقلم - الشيخ زياد السعدون:
من ينظر إلى الحياة الزوجية في واقعنا المعاصر، لا يتردد في أن يقول إن هذه الحياة مليئة بالعقد والمشاكل التي تنغص العيش، وتكدر صفو الحياة، وتجعل حلوها مراً، وسعادتها شقاء، وراحتها عناء، ومن هذه العقد عقدة الأنوثة والرجولة، هذه القضية عند البعض بدل أن تكون عامل جذب واستقرار للزوجين، تتحول إلى مصدر للخلاف والنزاع المستمر، وقد تتحول إلى عقدة مستعصية، تنهي الحياة الزوجية بكاملها، فترى الزوج يتصرف على أنه رجل ويسهر ويتأخر في الليل، ولا يحب أن يعاتبه أحد، فلو قيل له: «ليش تأخرت؟»، يغضب ويقول «أنا رجل أخرج متى أشاء، وأدخل متى أشاء»! وبعض الرجال إذا قرر قراراً لا يحب أن يراجعه أحد في هذا القرار، لأنه رجل وكلمة الرجل واحدة، وبعضهم يقاطع أهل زوجته، ويجبرها على الذهاب إلى أهله، وإذا كلمته زوجته وقالت: «لماذا ،زور أهلك ولا تذهب إلى زيارة أهلي؟»، قال: «أنا رجل»، وبعض النساء مثلاً يشترين من الملابس والحاجيات أكثر مما يحتجن، وإذا قيل لهن هذا إسراف، قلن «نحن نسوة ولنا احتياجات، وأنتم شفهمكم بأمور النساء»، وبعضهن لو لديهن مناسبة ما، يدعين عشرين امرأة، وينفقن ما يكفي إلى أكثر من 100، وإذا قيل لهن هذا إسراف، قلن «هذه أمور نساء أنتم يا معاشر الرجال لا تفهمون هذه الأمور»، مرت علي مشكلة كادت أن تهدم بيتاً فوق رؤوس ساكنيه سببها، أن الرجل يقول «كلما سلمت على زوجتي لا ترد عليّ السلام»، وهي تقول «أنا أرد لكن بصوت منخفض، لأني امرأة، ومن متطلبات الأنوثة أن يكون صوتي واطي، ليست مشكلتي أنه لا يسمع»، فهل نجعل مثل هذه الحجج سبباً لافتعال الأزمات والصراعات، أم أن الرجل يفهم ويتفهم احتياجات زوجته، ومتطلباتها الأنثوية، بحدود المعقول والمعروف، وكذا يطلب من المرأة أن تفهم وتتفهم احتياجات الرجل، ودوره في البيت، وأختم بهذا المثال الذي قد يعاني منه أكثرنا، وهو أن بعض الرجال يريد من المرأة، إذا أرادت أن تخرج لمكان ما أن تكون جاهزة بعد ساعة مثلاً، فيأتيها بعد الساعة فتقول «أحتاج إلى نصف ساعة»، فيغضب الزوج وقد تكون مشكلة وزعل، لو فهم الرجل أن كل النساء هكذا وعاتبها بلين ولطف ويتعود أن يعطيها الوقت الكافي مسبقاً، لما حدثت مشكلة، ولو عودت المرأة نفسها ألا تحقق مع الزوج كلما دخل وخرج، وإنما يكون في بعض الأوقات، ومن دون تشنج، لما يحدث كل هذا الذي يحدث في بيوتنا!