كتب - عبدالرحمن محمد أمين:
35 عاماً قضاها حسن أحمد يعمل بوزارة الداخلية، قبل أن يتقاعد أبريل 2014 برصيدٍ خالٍ من المخالفات والشكاوى، وبينما يعتبر حسن العمل واجباً تجاه العائلة والوطن، فالرياضة عنده مزيج من الشغف و«الإدمان» مازال يواظب على ممارستها.
حاز حسن أحمد شارة التحكيم الدولية في كرة السلة، وحكم أول بطولة خارجية له في أمم آسيا باليابان، وحكم بعدها 6 بطولات خليجية، ودورتين لبطولة الشرطة العربية، وبطولتين آسيويتين، وواحدة لدول غرب آسيا.
النشأة الأولى
يعتبر حسن أحمد حسن أحمد واحداً من شباب البحرين الطموح، شق طريقه بحزم وتفاؤل في المجال الرياضي خاصة في كرة السلة، اللعبة الشعبية الثانية في الترتيب في البحرين بعد كرة القدم.
حسن أحمد من مواليد المحرق 1960، ولد في المستشفى الأمريكي بالمحرق وعاش طفولته في منزل العائلة بفريق القمرة قرب منازل عائلات الشروقي وبدر وعبدالله إسماعيل حسن.
بدأ دراسته عام 1967 في مدرسة خالد بن الوليد، وكان يديرها المربي إبراهيم السيد علي ويقول «كانت المدرسة عبارة عن بيت مستأجر من عائلة الفنان الراحل جاسم العمران بفريق محطة السيارات القديمة بالمحرق، ومن المدرسين أتذكر خليفة عبدالله علي، يوسف المناعي».
عام 1968 انتقل حسن أحمد إلى مدرسة الخليل بن أحمد «كانت بيتاً مؤجراً ومديرها محمد جميل، وهو من خيرة مدراء المدارس، وسكرتير المدرسة جاسم مجيران، ومن المدرسين الراحل علي إنجنير وجاسم مسيفر وعبدالله الخباز، ومن الطلبة يوسف أحمد ماجد ومبارك العماري».
سنة 1972 انتقل إلى مدرسة عمر بن الخطاب «تركت الدراسة عام 1976 وكنت في الصف الثاني الإعدادي بسبب إصابة والدي الراحل بالعمى، للعمل ومساعدة العائلة المكونة من 3 أشقاء إلى جانب والدتي الراحلة، وكانت حينها تعمل في مستشفى المحرق للولادة (آريف)».
في السلك الوظيفي
عمل حسن أحمد أولاً في شركة طيران الخليج وكان عمره حينها 16 عاماً وراتبه 50 ديناراً، عمل هناك لمدة سنتين «بعدها التحقت بوزارة الداخلية عام 1978 براتب قدره 120 ديناراً، وكان وزير الداخلية حينها سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وبعد فترة تدريب استمرت سنة واحدة عملت في قسم الحراسات، قبل أن انتقل إلى مركز قيادة أمن منطقة المحرق في سوق المحرق وكان آمر المركز الشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة».
ويتذكر حسن أن «الضابط الإداري كان الملازم أول الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، ومن الضباط الملازم أحمد السيسي وسلطان السليطي ومبارك المعاودة، ومن الشرطة الأخوة إبراهيم الهاجري ومحمد عبدالرحمن ويوسف بطي».
في عام 1985 نقل حسن أحمد إلى مركز شرطة مطار البحرين الدولي قسم التحقيق «كان مدير المركز الشيخ خليفة بن عبدالله بن حمد آل خليفة سفير البحرين الحالي لدى الكويت، واستمر عملي في وزارة الداخلية 35 سنة حتى تقاعدي عن العمل أبريل 2014 برتبة وكيل ملازم ثاني، والحمد لله أنني طوال عملي العسكري لم تقدم ضدي أية مخالفة أو شكوى، ولم تقم لي أية محاكمة عسكرية، والفضل يعود للوالدة بعد أن غرست في نفسي حب الوطن والإخلاص في العمل».
في عالم الرياضة
بدأ حسن أحمد ممارسة الرياضة عام 1973 باللعب مع أشبال نادي النهضة «البحرين حالياً» لكرة القدم «دربنا محمود جمال لمدة عامين فقط، بعدها اتجهت للعبة كرة السلة لأنني كنت لاعباً مميزاً فيها خلال فترة الدراسة، وشاركت مع فرق المدارس في المسابقات الرياضية بكرة السلة».
لعب مع فريق نادي المحرق موسمي 1980 و1981 إلى جانب عمالقة اللعبة إبان تلك الفترة علي نبهان وأخيه يوسف وماجد سلطان والشيخ راشد سلمان آل خليفة وسعيد عاشور وراشد المناعي ومحمود محمد.
وشارك مع فريق نادي المحرق في مسابقات الاتحاد البحريني لكرة السلة عندما كان رئيس الاتحاد سمو الشيخ علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة نائب رئيس الوزراء حالياً «فزنا ببطولة كرة السلة مرتين، وكنت بجانب مشاركتي مع الفريق الأول أعمل مدرباً للبراعم والناشئين، وكنا نتدرب على ملعب مدرسة الهداية الخليفية لعدم وجود ملعب خاص لفريق المحرق».
وهو يتذكر أن الكابتن حسن عجلان كان يحضر لمشاهدة المباريات بينما يقوم بمهام المدرب علي نبهان أثناء فترة غيابه «في عام 1981 اعتزلت ممارسة لعبة كرة السلة، واتجهت إلى ممارسة التحكيم في كرة السلة بسبب الإصابة، وشاركت بدورة تدريبية وبعدها عملت محكماً عاماً في الاتحاد».
في عام 1990 حصل على الشارة الدولية في تحكيم كرة السلة بعد اجتيازه دورة تحكيمية في الأردن «أول بطولة دولية خارجية شاركت فيها كانت بطولة أمم آسيا لكرة السلة بمدينة كوبي اليابانية، وكانت مباراة هونكوك والصين الوطنية أول مباراة دولية أحكمها، وفازت حينها الصين الوطنية، وأسندت لي إدارة 5 مباريات خلال الدورة».
وشارك حسن أحمد في تحكيم 6 بطولات خليجية ودورتين في بطولة الشرطة العربية و3 بطولات آسيوية وبطولة واحدة لاتحاد دول غرب آسيا «بعد أن تجاوز عمري 50 عاماً استبعدت عن التحكيم الدولي حسب النظام المتبع لدى الاتحاد الدولي لكرة السلة، والآن مازلت أمارس هواية التحكيم على المستوى المحلي فقط».
وبالنظر لتطور لعبة كرة السلة يتصور حسن أحمد «أن اللعبة أصبحت الأولى جماهيرياً في البحرين، وحول الالتباس الحاصل بين الجماهير بسبب إقامة 7 مباريات في الموسم الأخير بين فريق المحرق والمنامة، فحسب علمي كان هناك اتفاق بين الاتحاد والأندية والفرق على تنظيم هذه المباريات لإعطاء الدوري مزيداً من الإثارة، وهذا النظام متبع الآن في دوري الرابطة الأمريكية، ولم يكن القصد كما يظن البعض زيادة الدخل المالي للاتحاد من خلال بيع تذاكر الدخول».
حوادث طريفة لا تنسى
ويروي حسن أحمد طرفة سبقت تحكيمه إحدى المباريات «ذهبت لأداء الصلاة في أحد المساجد وعندما انتهيت اكتشفت أن حذائي قد سرق، ما أوقعني في حيرة، وذهبت إلى أحد المتاجر لشراء حذاء جديد، والحمد لله أن المباراة لم تتأخر عن موعدها».
ويتحدث عن طرفة ثانية «في إحدى المرات سقطت مني صفارة التحكيم دون علمي، فوقعت في حالة من الحيرة والانزعاج، فطلبت استعارة صفارة أحد حكام كرة الطاولة وواصلت إدارة المباراة».
حياة بعد التقاعد
اليوم وبعد أن تقاعد حسن أحمد من العمل في وزارة الداخلية، يعيش حياة مختلفة عن سابقها «بعد أداء صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من مسكني، أمارس رياضة المشي في دوحة عراد، وكذلك اشتركت في عضوية أحد الأندية الصحية لممارسة بعض الألعاب الرياضية في تقوية العضلات».
مساء وبعد صلاة العشاء يزور حسن أحمد المجالس المنتشرة في المحرق والمنامة «أفضل عادة مجالس تدور فيها الأحاديث بما يعود بالنفع على الجميع دون المساس بكرامة وخصوصيات الغير، سواء كانوا من رواد المجلس أو غيرهم».
يرتاد حسن أحمد عادة مجالس حسن ويوسف أبناء الراحل محمد المناعي والشيخ نوار الوزان وعيسى الجودر وعبدالعزيز بوزبون وإبراهيم عبدالله مطر وإبراهيم الدوي ومحمد السادة وعبدالعزيز المناعي ومحمد مسلماني.
يفضل حسن أحمد السفر براً وخصوصاً إلى دولة الكويت «زرت الكثير من الدول وخصوصاً خلال ممارستي التحكيم الدولي في كرة السلة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وإيران وتركيا وماليزيا ومصر والأردن، وتعلمت من الحياة العسكرية الانضباط والأخلاق والولاء للوطن وقيادته والصدق والأمانة».
ويتأسف حسن أحمد على تغيير التركيبة السكانية داخل فرجان وأزقة مدينة المحرق بعد أن امتلأت أحياؤها بالجاليات الأجنبية العربية والآسيوية «هذه الجاليات سببت أضراراً بالغة للجميع، ولم يعد هناك أي وجود لصلات التراحم والترابط السائدة سابقاً بين الناس، والحدث المؤلم الوحيد الذي لم أنسه هو وفاة والدتي الغالية رحمها الله مطلع عام 2010، وشعرت حينها بفراغ كبير وبحزن شديد على فراقها، ولاتزال آثارها في منزلي تذكرني بها باستمرار».