أمهل الفلسطينيون والإسرائيليون أنفسهم خمسة أيام للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب في غزة. ورغم هذا التمديد المرحب به لوقف إطلاق النار فإن الطريق لا يزال طويلاً لرأب صدع الخلافات بين الجانبين.
وبعد الموافقة على اقتراح مصري بتمديد وقف إطلاق النار حتى يوم 18 أغسطس غادر المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون القاهرة للتشاور مع زعمائهم. وجاء الاتفاق على التمديد قبل نحو ساعة فقط من انتهاء سريان هدنة سابقة استمرت 72 ساعة.
ولم تظهر سوى تفاصيل قليلة للمفاوضات غير المباشرة، لكن الخطوط العريضة معروفة؛ يريد الفلسطينيون رفع الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة وتوسيع الحدود البحرية والأمنية للقطاع وبناء ميناء وإعادة فتح مطار في غزة.
وعلى الطرف الآخر يريد الإسرائيليون وقف إطلاق الصواريخ من غزة ونزع سلاح القطاع بالكامل وتولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة حدود غزة مع مصر عند مدينة رفح بامتداد 12 كيلومتراً، في مسعى لمنع تهريب الأسلحة وغيرها من المعدات ذات الاستخدامات العسكرية.
ومن المرجح أن تقبل حماس بإدارة السلطة الفلسطينية لمعبر رفح، وأن توافق إسرائيل على تخفيف القيود البحرية وتسمح بتدفق أكثر حرية للبضائع إلى غزة، لكن اتخاذ خطوات أكثر من ذلك هو أصعب بكثير.
أوضحت إسرائيل أن أي نقاش بشأن ميناء في غزة لن يتم في الوقت الحالي، ونفت حماس أي نية من جانبها لنزع السلاح، وهنا يكمن الخلاف.
وفي مقابلة هذا الأسبوع وصف وزير المالية الإسرائيلي وزعيم ثاني أكبر حزب في إسرائيل، يائير لابيد، نزع السلاح بأنه الهدف الأساسي. وبدونه ستستمر على الأرجح دائرة العنف في غزة.
لكن حماس تصر بنفس القدر على أنها لن تنزع سلاحها الذي تراه ضرورياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين التاريخية وليس فقط الضفة الغربية المحتلة.
وأفضل ما يمكن تمنيه بخصوص نزع السلاح هو وقف نيران الصواريخ من غزة وتشديد الرقابة على الجناح العسكري لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى وفرض المزيد من القيود على من يحملون السلاح خارج قوة الشرطة في غزة.
لكن أي خطوة كهذه تتوقف على الخطوات التي تكون إسرائيل مستعدة لاتخاذها فيما يتعلق بالميناء أو إعادة بناء مطار غزة المدمر.
وبدون المراقبة الصارمة للبضائع التي تدخل إلى غزة فإن إسرائيل ستتردد كثيراً قبل السماح بحرية أكبر.
وفي ضوء شهر من القتال العنيف والخسارة الكبيرة في الأرواح وتدمير البنية التحتية وتضرر عائلات، فإن شهية إسرائيل وغزة للمزيد من إراقة الدماء تبدو ضعيفة.
ومع صمود هدنتين استمرت كل منهما 72 ساعة وبدء سريان هدنة جديدة لمدة 120 ساعة، فإن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يركزان الآن باهتمام على خطوات جوهرية لازمة لتحقيق سلام يدوم لفترة أطول.