?14 أعطوهم «واحد» و?9 قيموهم بـ«ثلاثة» و?4 منحوهم «اثنين»
المواطنون راضون عن نسبة تحقيق ممثليهم البلديين للبرامج أكثر من النواب
قيم 39% من المواطنين ما قدمه البلدي الممثل لدائرتهم (على مقياس من 5-0) من برنامجه الانتخابي بـ«الخمسة»، وهي المرتبة الأولى في التقييم مما يعكس رضا الكبير منهم على أداء البلديين، في ما ذهب 24% منهم على أن ما حققه البلدي من برنامجه الانتخابي بأنه «صفر»، وقيم 14% منهم الأداء بـ«واحد»، وحل في المرتبة الرابعة تقييم المواطنين لممثلهم بـ«الأربعة»، و9% قالوا بأن ما تحقق يعطي البلدي العلامة «ثلاثة»، وأخيراً في المرتبة الأخيرة وبنسبة 4% أعطوا ممثلهم درجة «اثنين» من خمسة.
وكانـــت صحيفـــة (الوطـــن) قـــد طرحـــت استطلاعاً عاماً على المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال قنواتها وعلى الموقع الإلكتروني للصحيفة، وقد شارك فيه عدد جيد نسبياً من المواطنين، حيث تعتبر النسبة المشاركة من النسب المعتمدة في الاستطلاعات على المستوى الإحصائي.
وبمقارنة التقييم الذي حصل عليه البلديون مع النواب والذي سبق للوطن أن نشرته في استطلاع سابق، قيم 41% من المواطنين ما قدمه النائب لدائرتهم (على مقياس من 5-0) من برنامجه الانتخابي بـ»الصفر»، في ما ذهب 30% منهم على أن ما حققه النائب من برنامج الانتخابي هو الدرجة الكاملـــة «خمســـة»، وقيـــم 12% منهـــم الأداء بـ«بواحد»، وحل في المرتبة الرابعة بالتساوي بنسبة 6% كل من قيم ما تحقق بـ«أربعة» وأيضا بـ«اثنين»، وأخيراً فإن نسبة 5% من المواطنين قالت بأن ما تحقق كان بـ«ثلاثة» من البرنامج الانتخابي.
ويعتبر البرنامج الانتخابي وثيقة مرجعية للنائب نفسه، لأنها الوثيقة التي تعاهد عليها أمام الناخبين بتنفيذها، ولذلك على النائب ألا يتجاهل برنامجه الانتخابي طوال فترة عضويته في المجلس النيابي. بل عليه مراجعة البرنامج بين وقت وآخر من أجل التأكد من مسار عمله، ومدى التزامه بالتنفيذ، فالبرنامج الانتخابي هو الوسيلة التي يحاسبه عليها الناخبون بعد انتهاء الفصل التشريعي، ومن خلال البرنامج نفسه تتاح لهم الفرصة لاختبار كفاءة النائب الذي انتخبوه.
البرنامج الانتخابي هو الأساس الذي تقوم عليه الحملة والدعاية الانتخابية، شريطة أن يتضمن تعهدات والتزامات المرشح، ومعرفـــة الواقــع واحتياجـــات المواطنيـــن وأولوياتهم، وأن يقدم برنامج عمل وخطة تنفيذية، وأن يكون له إطار زمني، وفي العادة فإن البرامج الانتخابية هي جزء من حملة الدعاية الانتخابية ويحاول من خلالها المرشحون كسب تأييد الناخبين بالحصول على أصواتهم وثقتهم.
وفـــي الانتخابـــات التـي شهدتها مملكـــة البحرين سواء علــى الصعيـــد النيابــي أو البلدي نلاحظ أن المرشحين لا يضعون أي أهمية بالنسبة إلى البرامج الانتخابية لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل أو كيفية عرضها وإيصالها للناخبين، وغالباً ما تكون موجزة ومقتضبة، وفي العادة أيضاً مستنسخة ومتطابقة بين المرشحين بينهم وبين بعض.
كمــا إنه من الملاحظ أن اتجاهات الناخبين في اختيار مرشحيهم للأسف لا تعتمد على ما يقدمه المرشحون من برامج انتخابية، بل تتدخل فيها عوامل أخرى كصلة القرابة والقبيلة والطائفة المسيطرة على اختيارات بعض الناخبين.
ومن الأهمية بمكان أن يشتمل البرنامج الانتخابي على أبرز مقومات البرنامج الانتخابي الناجح، القادر على المنافسة، لأن إعداد البرنامج هو جـــزء من إدارة الحملة الانتخابية، وهو العنصر الأساس، وأن إعداد البرنامج يجب أن يكون معبراً عن احتياجات الناس وطموحاتهم، ويجب أن لا يخاطب شريحة محدودة من الناس. إنما يخاطب مجموع الناخبين البحرينيين. فإذا كان المرشح سيترشح في دائرة معينة لابد أن يخاطب برنامجه الانتخابي مشاكل هذه الدائرة على وجه التحديد، والمشاكل والتحديات في أي مجتمع بشكل عام كالمشاكل المتعلقة بالإسكان، وبفرص العمــــل، وبالأجــور، والبطالـة، والتعليــــم، والصحة وغير ذلك من هذه المحاور. كما إنه لابد أن ينبني هذا البرنامج على دراســة عميقة للدائرة الانتخابية التي ينوي المرشح أن يترشح فيها. فلابد أن يدرس من هم الناخبون في هذه الدائرة، وتوزيعهم العمـــري، ونوعية جنسهم من رجال ونســاء وشباب، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، ومن هم المفاتيح الأساسية في هذه الدائرة، وما هي التنظيمات المؤثرة فيها، لأن معرفته بتفاصيل الحياة الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية للدائرة ستمكنه أولاً من معرفة مشاكلها وقضاياها، وهو ما سيساعده في إعداد برنامجه الانتخابي الناجح بشكل واقعي ومدروس، ويمكنه ثانياً من مخاطبة الناخبين بالأسلوب والطريقة التي تجذب اهتماماتهم.