يستعد الإسرائيليون والفلسطينيون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينهم اليوم (الأحد) في القاهرة لتمديد وقف إطلاق النار الذي ينتهي منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء.
وعشية المفاوضات شهد القطاع المدمر أمس اليوم السادس من التهدئة التي تخللتها عملية محدودة من إطلاق الصواريخ وغارات جوية ليل الأربعاء-الخميس.
والآن على المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار. وفي الجانب الفلسطيني لاح بصيص أمل حذر في فرص التوصل إلى اتفاق يوقف حمام الدم الذي أسفر عن مقتل 1980 فلسطينياً على الأقل معظمهم من المدنيين و67 إسرائيلياً بينهم 64 عسكرياً.
ورحب الاتحاد الأوروبي بوقف إطلاق النار في غزة وأعرب عن استعداده تمديد مهمة الشرطة في رفح على الحدود المصرية وتدريب موظفي الجمارك ورجال الشرطة التابعين للسلطة الفلسطينية لإعادة نشرهم في غزة.
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي الجمعة عقب اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل إن «العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل النزاع ليس خياراً». وأضاف أن شرطة الاتحاد الأوروبي ستراقب مرور الإمدادات الضرورية لإعادة إعمار غزة وستحاول منع تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن التوصل إلى تهدئة دائمة يجب أن يرافقه رفع الحصار عن غزة، داعياً إلى نزع أسلحة جميع «الجماعات الإرهابية» في القطاع.
وتتعرض إسرائيل إلى ضغوط من مواطنيها بسبب إطلاق 2790 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة منذ 8 يوليو، وترفض الموافقة على أي مساعٍ لإعادة الإعمار دون نزع أسلحة القطاع.
وأشار عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني المسؤول في حركة فتح إلى تقدم يعطي أملاً بتهدئة دائمة وليس فقط بتمديد جديد لوقف إطلاق النار لبضعة أيام.
وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس إن «المفاوضات غير المباشرة (مع إسرائيل) ستستأنف اليوم»، مشدداً على أن «الكرة في الملعب الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق في حال وقف مماطلة الاحتلال».
وأضاف أبوزهري أنه يمكن التوصل إلى اتفاق شامل «إذا توفرت الجاهزية لدى الاحتلال الإسرائيلي لتلبية مطالب الوفد الفلسطيني وفي مقدمتها وقف كافة أشكال العدوان والحرب على شعبنا ورفع الحصار بالكامل».
وبدأ كل طرف المفاوضات مع مطالب صعبة على ما يبدو. والتحدي الذي يواجهه المفاوضون هو التوصل إلى صيغة تسمح بإرضاء كل جانب دون إعطاء الانطباع بأنها تقدم النصر للطرف الآخر.
والمفاوضات التي جرت حتى الآن في المقر العام للاستخبارات المصرية أفضت إلى اتفاق أول لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الإثنين وتم تمديده الخميس لخمسة أيام إضافية.
والمباحثات التي ستستأنف اليوم ستدور حول اقتراح مصري يقضي بتطبيق وقف دائم لإطلاق النار على أن تبدأ مفاوضات جديدة خلال شهر.
وعندها سيتم التطرق إلى مسائل شائكة مثل فتح ميناء ومطار كما يطالب الفلسطينيون ويرفض الإسرائيليون، أو تسليم إسرائيل جثتي جنديين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
ومن مقترحات القاهرة تقليص -تدريجياً- المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. أما بشأن رفع الحصار فلم تكن الوثيقة المصرية واضحة واكتفت بالإشارة إلى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.