كنا في المقالات السابقة نتحدث حول أهمية الحب وضرورة وجود الحب بين أي اثنين يرغبون بالارتباط ولكن السؤال الذي نود الإجابة عليه اليوم وحتى لا يساء فهم المقالات السابقة: هل الحب لمجرد الحب يكفي للارتباط وقرار الزواج؟ أم أن هناك أموراً أخرى نحن في حاجة للالتفات لها؟
كرأي شخصي أقول .. كم هو جميل أن تنتهي علاقة أي محب لحبيبته بالزواج والارتباط .. ولكن علينا أن نحب بعقولنا لا قلوبنا .. بمعنى أن نترك عنا الكلام الذي يتردد في وسائل الإعلام المختلفة الذي مفاده: أن أجمل حب هو الحب الجنوني الذي ينشأ بلا سبب، مع كل احترامي لهذا الكلام فهذا الكلام في حال قرار الزواج والارتباط غير سليم لأسباب عدة.
من المهم جداً أن يكون لدى الشخص الراغب بالزواج من فتاة أحبها –والكلام للفتيات أيضاً هنا- مجموعة من الأسباب التي تدعم كلامه لكي يتمكن من إقناع أهله ، لأن عبارة «سأتزوجها لأنني أحبها» عبارة مرفوضة تماماً عند الأهالي، لأن الحب في نظر أهالينا ليس سبباً كافياً للزواج، وفي قناعتهم أيضاً بأن شمعة الحب تنطفئ بعد حصول الارتباط، ولذا نقول لكل حبيب وحبيبة ابحثوا عن الأسباب التي تجعل أهاليكم يقتنعون بالشخص الذي أحببتموه ويجعله كفؤاً لكم في نظرهم.
إن من أهم الأمور التي يرغب الأهالي في التأكد منها هو أن هذا الحب ليس نزوة عابرة وأن الشخص هذا جدير بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، الأهالي كذلك لا يرتضون شخصاً عديم الدين أو الخلق، لذا فإن نصيحتي لكم أيها العشاق أن تجلسوا مع أهاليكم وتتكلموا حول أفعال من تحبون لطمأنة الأهل من أنكم فعلاً قد وصلتم لمرحلة النضج في الاختيار وهذا لا يكون إلا بالحوار والنقاش البعيد عن الصراخ أو تبادل التهم، فأهاليكم وإن كانوا يمانعون ارتباطكم لا يعنون الإساءة لكم.
أتذكر أنه في أحد المرات جاءني شاب ليستشيرني في مشكلته، كانت مشكلته تتلخص في عدم قناعة والديه بالفتاة التي أحبها، وهذا ما أدى به لتركه لها، كان يقول لي بأنه ما زال يحب الفتاة وأنه قد طلب منها مهلة زمنية ليعيد ترتيب أوراقه وقد قالت له في آخر مكالمة جرت بينهما: أحرص على أن تكون قريباً من الله تعالى حتى يحين ذاك الموعد.. قلت للشاب رأساً: هل أعلمت والديك بهذا الكلام؟ فأجاب بالنفي، فقلت له: بأن البنت هذه بحسب ما فهمته منك جديرة بحبك وأن قرار حبك لها لم يكن من فراغ، فالفتاة هذه ذات دين وقد يكون هذا الكلام إن صح منك عنها سبباً في اقتناع أهلك بها.
من الأسئلة المهمة التي أود طرحها لكل القراء والمحبين منهم على وجه التحديد: هل ترضون من أحببتم اليوم أباً أو أماً لأبنائكم وفلذات أكبادكم مستقبلاً؟ إن كان الجواب «نعم» وبلا تردد فسأهنئكم على قراركم وأقول لكم بأن تعضوا على من أحببتم وتحاولوا مع أهلكم مجدداً من أجل إقناعهم بهذا الذي أحببتموه.
في ختام مقال اليوم أود التأكيد مجدداً على نقطة أنه وإن كانت المشاعر مهمة جداً في أي ارتباط فإنها ليست كافية في اتخاذ القرار، لأن الزواج يتعدى مرحلة العلاقة بين الشاب والفتاة لمسؤوليات عديدة وإن لم يكن المحب مستعداً لتحمل ما سيترتب على الزواج من مسؤوليات فإنه ليس بجدير بهذه المحبة.
عمر الحمر