يروي فيلم «ميشن بلو» الحياة الفريدة التي عاشتها عالمة المحيطات الأمريكية سيلفيا أورل ورحلاتها لإنقاذ البحار، ويطلق صرخة لإنقاذ الحياة البحرية على كوكب الأرض.
وسيلفيا أورل عالمة بحار حددت هدفاً لم تكل عنه في حياتها، وهو إنشاء مناطق في مختلف المسطحات المائية في العالم تعرف باسم «هوب سبوتس» (نقاط الأمل)، وهي مناطق محمية من استخراج النفط أو الصيد.
تبلغ سيلفيا من العمر 78 عاماً، لكنها لا تكف عن الغطس أسبوعياً والترحال من منطقة إلى أخرى لتقديم محاضرات ولقاء المسؤولين في مختلف أنحاء العالم.
وتقول في حديث مع وكالة فرانس برس على هامش عرض الفيلم في لوس أنجلس «أحب أعماق البحار أكثر مما أحب الطيران».
وفيلم «ميشن بلو» (المهمة الزرقاء) من إخراج فيشر ستيفنز، وهو بث أول مرة على موقع نتفليكس الجمعة، وينطوي على صرخة لإنقاذ الحياة البحرية على كوكب الأرض.
ويناصر الفيلم فكرة إنشاء محميات، وجرى تمويله من جائزة تيد برايز التي فازت بها سيلفيا أورل في العام 2010.
ويدعو الفيلم إلى جعل 20% من المحيطات مناطق محمية، علماً أن هذه النسبة لا تتجاوز الآن 3%.
ويتتبع «بلو ميشن» حياة سيلفيا التي يسميها البعض «جان دارك المحيطات» نسبة إلى البطلة القومية والقديسة الفرنسية الشهيرة، منذ طفولتها الأولى في خليج المكسيك.
وهي من عائلة على صداقة مع عالم البحار الفرنسي الشهير كوستو رائد الغطس في منتصف القرن الماضي، تخصصت في علوم البحار حتى حازت درجة الدكتوراه في الأبحاث على الطحالب، ثم تولت في عهد الرئيس جورج بوش الأب رئاسة الهيئة العلمية لدائرة الغلاف الجوي والمحيطات، قبل أن تشرع في مغامرات ومشاريع علمية، والعمل مع مجلة ناشونال جيوغرافيك.
ولم يحل هذا الشغف العلمي مانعاً دون الزواج والإنجاب، بل إنها تزوجت ثلاث مرات تباعاً وأنجبت عدة أطفال، في حقبة كانت النساء فيها يكتفين بدورهن في رعاية الأسرة. لكن سيفليا رفضت التضحية بعملها من أجل الأسرة، معتبرة أن لديها رسالة تؤديها في مجال الحفاظ على الحياة البحرية.
وتقول على هامش عرض الفيلم الذي شارك في تنظيمه الممثل ليوناردو دي كابريو الناشط أيضاً في مجال البيئة البحرية «كانت حياتي على الدوام تحدياً في التوازن».
ويثير التغير المناخي والإفراط الصناعي خوف سيلفيا، وهي تروي في الفيلم «إلى أي درجة تغير العالم» أثناء حياتها.
وتقول «إذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن العالم سيواجه مشكلات كبرى»، مشيرة خصوصاً إلى انقراض بعض الأنواع البحرية وانحسار أعداد بعض الأنواع الأخرى مثل أسماك القرش والتونة القرش إلى 5 أو 10% مما كانت عليه سابقاً.
وتؤدي المحيطات دوراً أساسياً في توازن حرارة الأرض والتوازن البيئي، إضافة إلى كونها مصدراً للغذاء، ولذلك يطلق العلماء والناشطون باستمرار صرخات تحذير من مغبة مواصلة تلويثها والإفراط في الصيد والقضاء على الأنظمة البيئية فيها.
ومن المشاهد الصادمة في الفيلم منطقة في قاع بحر كورال قبالة السواحل الشمالية الشرقية لأستراليا تظهر في الفيلم ميتة تخلو من أي أثر للحياة، وتقول سيلفيا التي غطست فيها في السبعينيات «كانت تزخر بالحياة».
وتضيف «نصف الشعاب المرجانية في العالم ماتت.. المحيطات تموت».