أظهر تقرير تشريحي أنه تم قتل براون بـ 6 طلقات منها اثنتان في الرأس
تضارب بيانات الشرطة أعطى انطباعاً بتوجيه الاتهام إلى الضحية
الإعلان عن إغلاق المدارس في فيرغسون تحسباً لمزيد من العنف
عريضة محلية تطالب بتنحي المدعي العام المكلف بالتحقيق بوب ماكولوك
أوباما يلتقي وزير العدل لمتابعة سير التحقيقات في مقتل مايكل براون

قال شهود إن رصاصات أطلقت وإن الشرطة حثت من خلال مكبرات الصوت المحتجين على التفرق في الوقت الذي تفجرت فيه الفوضى في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية، والتي تشهد احتجاجات منذ أن قتلت الشرطة شاباً أسود أعزل الأسبوع الماضي.
وفر مئات المحتجين بعد أن أطلقت الشرطة قنابل دخان لتفريقهم قبل ساعات من بدء سريان حظر تجول عند منتصف الليل.
إلى ذلك ذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن تقريراً تشريحياً خاصاً يظهر أن مايكل براون الشاب الأسود الذي قتله شرطي في ضاحية سانت لويس في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية أطلقت النار عليه ست مرات على الأقل.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مايكل إم. بادن كبير الأطباء الشرعيين سابقاً في مدينة نيويورك أن براون (18 عاماً) أطلقت النار على رأسه مرتين، وإن الرصاصات التي اخترقت جسده لم تطلق عليه من مسافة قريبة ما يبدو.
وقال حاكم ولاية ميزوري الأمريكية جاي نيكسون أمس إنه أرسل قوات الحرس الوطني إلى ضاحية سانت لويس بمدينة فيرجسون، حيث استخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان لتفريق محتجين.
وقال نيكسون في أمر تنفيذي وقعه بعد منتصف الليل إنه أرسل القوات للمساعدة في استعادة الأمن بعدما ألقى المحتجون قنابل حارقة وأطلقوا النار على الشرطة وأحد المدنيين في رواية تناقضت مع روايات بعض الشهود. وأضاف في بيان «الليلة.. يوم من الأمل والصلوات والاحتجاجات السلمية.. شابتها أعمال إجرامية عنيفة لأفراد منظمين عددهم متزايد أغلبهم من خارج المنطقة والولاية، والذين تعرض تصرفاتهم السكان والأنشطة التجارية في فيرجسون للخطر».
ولاذ مئات المتظاهرين من بينهم عائلات معها أطفال طلباً للأمان بعد أن دخل رجال الشرطة وهم يرتدون أقنعة واقية من الغازات ودروعاً وأطلقوا قنابل دخان لتفريق المتظاهرين قبل وقت طويل من حظر التجول.
وسمع مراسل ومصور من رويترز إطلاق الرصاص لكن لم يتضح مصدره.
وقالت شرطة دوريات الطرق السريعة في ميزوري إنها استخدمت قنابل الدخان لتفريق «معتدين» كانوا يحاولون اختراق موقع قيادة لإنفاذ القانون وإن العربات المدرعة أرسلت لضمان السلامة العامة.
وقال الضابط جاستين ويتلي من شرطة الطرق السريعة «أمرناهم بالعودة وأمرناهم بالعودة مرة أخرى. وبعد عدة محاولات استخدمنا الغاز لتفريق هؤلاء الأفراد.»
وقال في وقت لاحق إن قنبلة حارقة واحدة على الأقل ألقيت على الشرطة، لكن بعض الشهود قالوا إنها كانت عبوات غاز مسيل للدموع ردت على الشرطة. وقال مسؤولون إن مدارس في فيرجسون ستغلق.
وجاء تحرك الشرطة ودخولها منطقة الاحتجاج بعربات مدرعة قبل ساعات من سريان حظر التجول لليلة ثانية في ضاحية سانت لويس في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري مسرح الاحتجاجات وأعمال العنف والنهب منذ ان قتلت الشرطة بالرصاص مايكل براون الشاب الأسود (18 عاماً) في التاسع من أغسطس.
ورفع بعض المتظاهرين لافتات تندد بأعمال العنف التي ترتكبها الشرطة ورفع العديدون أيديهم في الهواء في إشارة استسلام، فيما قام آخرون بحركات استفزاز للشرطيين وقذفوهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي كانوا يطلقونها عليهم.
وبدت أعمال العنف الليلية تناقض الأجواء السلمية التي سادت تجمعاً عقد سابقاً تكريما لمايكل براون. وبدت عائلة الفتى الأسود عاجزة عن الكلام من شدة التأثر لكن محاميها بنجامين كرامب تحدث بنبرة هجومية ملخصاً المآخذ الرئيسة التي أثارت غضب سكان المدينة السود وهي بطء التحقيق والتضارب في بيانات وتصريحات الشرطة التي أعطت انطباعاً بتوجيه الاتهام إلى الضحية.
وقال محام آخر للعائلة هو داريل باركس إن نتائج التحقيقات «أظهرت أن مايكل أصيب عدة مرات برصاصات من الضابط».
وفي مؤشر آخر على ريبة السكان السود حيال السلطات المحلية، أطلقت عريضة على موقع «موف اون.اورغ» جمعت حتى الأحد أكثر من عشرين ألف توقيع للمطالبة بتنحي المدعي العام في المنطقة المكلف بالتحقيق بوب ماكولوك.
وقالت العريضة إن قيامه بـ «إطلاق سراح» شرطيين اثنين في حادث مماثل وقع عام 2000 «لا يعطينا الثقة في أنه سيقوم بتحقيق موضوعي». وشهد الليل الأول من فرض حظر التجول مساء السبت اعتقال سبعة أشخاص من حوالى مئتي متظاهر بقوا في الشارع، فيما أصيب شخص بجروح بالغة برصاصة لم يتم التعرف إلى مصدرها.
إلى ذلك؛ دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات الأمريكية إلى ضمان حماية حقوق المحتجين في فيرجسون بولاية ميزوري التي تشهد مظاهرات وأعمال شغب بسبب مقتل مراهق أسود أعزل برصاص الشرطة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش للصحافيين «يدعو الأمين العام السلطات لضمان حماية حقوق التجمع السلمي وحرية التعبير». وأضاف «أنه يدعو الجميع إلى ممارسة ضبط النفس وأن يلتزم مسؤولـو إنفاذ القانون بالمعايير الأمريكية والدولية في التعامل مع المتظاهرين».
من جانب آخر؛ يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع وزير العدل ايريك هولدر اليوم الوضع في فيرجسون. وتجري كل من وزارة العدل وشرطة منطقة سانت لويس تحقيقات حول إطلاق النار على مايكل براون (18 عاماً).
وأغلقت المدارس في المنطقة أمس بسبب الاضطرابات داخل وحول المدينة التي يعيش فيها نحو 21 ألف شخص أغلبهم من السود.
وقالت ليزلي ماكسبادن والدة براون في مقابلة تلفزيونية إن من الممكن استعادة الهدوء «بتحقيق العدالة.. واعتقال هذا الرجل ومحاسبته على فعلته».
ودعت أسرة براون لمظاهرات سلمية ووقف العنف ولاقت الشرطة انتقادات واسعة لاستخدام قوة مفرطة مع المتظاهرين.