كتبت - شيخة العسم:
تثير الحلويات المثلجة؛ المناطق الدماغية المسؤولة عن مشاعر السرور والبهجة، وتؤثر بصورة فورية ومباشرة على أجزاء الدماغ المسيطرة على المزاج، لكنها أيضاً؛ سريعة التلوث بالجراثيم وقد تتسبب بتسمم، كما تذكر رئيسة قسم التغذية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة د.نادية غريب، داعية للتأكد من نظافتها.
تقول د.غريب لـ «الوطن»: المعروف أن للمشروبات الباردة والأطعمة المثلجة مفعولاً سريعاً يمنح الشخص إحساساً بالارتواء وإطفاء لهيب الحر، فضلاً عن الترطيب وتخفيض حرارة الجسم إلى حد ما، لكن ما يجب التنبه إليه هو أن صناعة (الآيس كريم) تمر بمراحل تصنيع قد تعرضه إلى التلوث الميكروبي، إضافة إلى الدهون المصنعة والألوان وغيرها من المواد، بمعنى أن رؤية (الآيس كريم) بأشكاله الزاهية وأنواعه المغرية معروضاً في برادات الكثير من الأسواق التجارية، لا تعني أنه الملجأ الآمن من الحر القائض أو وسيلة مفيدة لإسكات ثورة المطالبات.
الفوائد باختلاف المواد
د.غريب توضح أن فوائد المثلجات تختلف باختلاف المواد الأولية الداخلة في تركيبها، وما إذا كانت مصنوعة من الحليب أو الفاكهة أو العصير أو الشوكولاتة، ففي هذه الحالة تحتوي المثلجات على الفوائد الغذائية نفسها التي تحتوي عليها موادها الأولية. فالجيلاتي، أو الكلاس، أو السوربت، او الكريم التي تصنع من الحليب تحتوى على نسب مهمة من المركبات الغذائية 5.20% مواد سكرية وكربوهيدراتية ، 5%مواد بروتينية، 10% مواد دهنية، كما تحتوي على الكالسيوم وبعض الفيتامينات».
ومن حيث الوزن، تذكر د.غريب أن الآيس كريم يتكون بشكل أساسي من الماء (من الحليب والقشدة)، والتأثير الضار لا يأتي من هذه المكونات الأساسية، لكن من سلسلة من sweetners والمنكهات والمستحلبات والمثبتات.. وبشكل عام، تعتمد هذه الصناعة على زيادة مدة الصلاحية وتوفير نوعيات الآيس كريم الأكثر ليونة وتكون كريمية، وعليه الحفاظ على هذا التكوين هو ضمان لزيادة مبيعاته.
قيمة الألبان نفسها
وتشير د.غريب إلى أن القيمة الغذائية لـ(الآيس كريم) هي نفسها القيمة الغذائية للألبان، لكن يزيد عليها النسبة المئوية المرتفعة في الكالسيوم والفسفور، فضلاً عن غناه بالمواد السكرية مثل اللاكتوز الذي يساعد الجسم على استيعاب وامتصاص الكالسيوم والبروتين، فـالآيس كريم المصنوع من الحليب كامل الدسم والسكر والكاستر وهي المواد التي تعطي له الطعم المميز والنكهة الخاصة، والقوام الخاص بسبب إضافة الجيلاتين أو النشا.. كذلك ونظراً لخاصيات المثلجات كمتسببة لشيء من التخدير في أغشية الفم، فإن الأطباء يوصون مرضاهم الذين أجريت لهم عمليات جراحية في الفم بتناولها كما يصفونها للأطفال المصابين بالسعال لأن التجربة أثبتت أن المثلجات تكاد تكون هي الغذاء الوحيد القادر على الاستقرار في المعدة خلال نوبات السعال العنيفة، كما توصف لمن أجريت لهم عملية استئصال اللوزتين، كمغذ ومسكن للآلام.
فوائد للمعدة
د.غريب تؤكد أن للمثلجات فوائدها على المعدة، فإذا أخذت المثلجات باعتدال بعد الطعام، كانت عاملاً فعالاً في المساعدة على الهضم، شريطة أن تؤخذ ببطء، لا أن تزدرد بشراهة؛ لأن مفعولها كمفعول المواد المغلية التي تحرض جدران المعدة على الإفراز والعمل. أما إذا أخذت المثلجات بسرعة، وبطريقة الازدراد، فإنها تصيب أعصاب المعدة بالكسل، مما يسبب توقف المعدة عن العمل وإصابتها بالتقلص مما ينجم عنه سوء الهضم، وهذا هو السبب فيما يعرف من أن تناول قطع صغيرة من الثلج يحول دون استمرار التقيؤ.
وتحذر د.غريب من أنه في فصل الصيف؛ ترتفع درجة حرارة الجسم ومن الخطأ الإكثار من الأطعمة المثلجة لأنك بذلك ستزيد الفرق بين درجة حرارة جسدك ودرجة الحرارة الخارجية بل يتوجب عليك أن تتناول أطعمة حارة لتساعدك على العرق بشكل طبيعي لإنعاش سطح الجلد، ومن الملاحظ أن كثيراً من الأشخاص الذين يعانون التهابات صديدية حادة في اللوزتين، خصوصاً المتكررة، يكونون من محبي تناول الأشربة شديدة البرودة أو المياه المثلجة، وهذه الأشياء لها تأثير شديد، فتضعف مقاومة الأغشية المخاطية في منطقة البلعوم واللوزتين، مما يقلل من مناعتها في مقاومة الميكروبات المتواجدة أصلاً والمتعايشة في توازن مع مناعة هذه المناطق، وبذلك تتقلب كفة هذه الميكروبات، وتنشط مسببة التهاب البلعوم واللوزتين.
الحذر من الصداع
وتذكر د.غريب أن تناول الأطعمة المثلجة بسرعة يسبب الصداع الشديد، وأظهرت نتائج الدراسات والأبحاث الطبية بجامعة أيرلندا أن المشروبات الباردة تؤثر بشكل مؤقت على تدفق الدم إلى المخ، ما يسبب صداعاً لفترة قصيرة، والألم يبدأ من الفم منتقلاً إلى الرأس عبر العصب الذي يوصل المعلومات الحسية من الوجه والفم إلى المخ، ويجب توخي الحذر فلا ينبغي الإسراف في تناول الآيس كريم والمثلجات بشكل عام فضلاً عن شرائها من أماكن مأمونة الصنع. والاستعاضة كبديل لها الفواكه. وتنصح د.غريب بالإكثار من شرب المياه بما لا يقل عن ليترين يومياً من المياه معتدلة البرودة حفاظًا على الحلق، إضافة إلى الإكثار من الخضار والفاكهة لتعويض الفيتامينات والأملاح والمياه خاصة فيتامين ب لأنه يعوض الجسم عن الإرهاق، مع شرب المشروبات الباردة والعصائر الطبيعية بدون سكر أو بسكر خفيف.