كتبت ـ شيخة العسم:
لطيفة عبدالله تهوى التجسس عبر تقنيات الهواتف الذكية من باب «الفضول لا أكثر»، بينما لدغت «ريم . ع» بسبب هذا الفضول من أقرب الناس إليها واتهمت بما ليس من طبيعتها.
أم علي تحب أن تعرف أخبار أصدقائها وأهلها حتى تطمئن عليهم ولو من بعيد، ونشر مجهول صور «ن . ف» عبر «الأنستغرام» منتهكاً خصوصيتها.
فضول لا أكثر
لطيفة عبدالله (20 سنة) تهوى متابعة أخبار الناس المقربين أو البعيدين عبر الـ»بي بي» أو «واتس آب»، «أنا دوماً أدخل على البرنامج كي أترقب وقت دخولهم وخروجهم، ليس بقصد التجسس وإنما من باب الفضول!».
ويتفقد خالد حمد (17 سنة) أحوال أصدقائه بهذه الطريقة «ربما يصف البعض هذا بالتجسس.. ولكن لا بد أن أعرف أين يذهب الأصدقاء وماذا يفعلون؟».
عندما لا يبلغ خالد من قبل رفاقه بـ»الطلعة» ومكانها «أتصل بهم على الفور وأخبرهم بخيانتهم، أنا أعرف متى يدخل أخوتي على الواتس آب ومتى يخرجون، وياويلهم ويا سواد ليلهم إذا كان الوقت متأخر وهم مازالوا على الواتس آب، أخبرهم أن يغلقوا الهاتف فوراً وإلا أخبرت أمي».
ولدغت «ريم . ع» (22 سنة) من أقرب المقربين من باب الفضول أيضاً «حدثت لي مشاكل كثيرة بسبب هذا التجسس، الناس لا يكفيهم أن يتجسسوا وإنما أيضاً يتسببون بالمشاكل، وقعت ضحية هؤلاء».
ريم فتاة ملتزمة وليس لها في كلام الحب والشباب «في أحد الأيام أعجبني شعر فيه كلام عن الحب ونشرته.. في اليوم الثاني وصل الكلام إلى أمي أني على علاقة بشاب، لم تصدق لثقتها الكبيرة بي، بكيت وأنزعجت وحدثت صديقتي المقربة عن الموضوع فأخبرتني أن إحدى الصديقات روجت الفكرة وأخبرت الجميع أني متدينة بالكلام فقط، لهذا أنا الآن أحاسب نفسي كثيراً على ما أنشره من صور وملاحظات عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
انتهاك الخصوصية
عبير داوود تكره هذا التصرف ويجعلها لا تأخذ حريتها الكاملة في مواقع التواصل الاجتماعي «عندما أضع صورة حزينة أو دعاء معيناً لفرج الكرب مثلاً أو حتى مقولة عن الحب، كثيرون يسألونني على الفور عسى ما شر، خير إن شاء الله، منهم من أشعر بصدقهم، وآخرون يكون سؤالهم مجرد فضول لا أكثر وربما لنشر الشائعات».
وضعت عبير ملاحظة في الـ»بي بي» و»واتس آب» تقول «ليس بالضرورة كل ما أعرضه من صور أو حالة تعبر عما أنا عليه، مجرد أمر أحببته فعرضته».
أم علي تقول «مذ استعملت الهاتف ودخلت على برامج التواصل الاجتماعي وأنا أتواصل مع أهلي.. أحب أن أقرأ الملاحظات وأرى الصور في حال كان هناك مولود جديد، أو حفل زفاف أو خطبة، وإذا كان هناك مريض يطلب الدعاء، أتواصل معهم وأهاتفهم وأبارك لهم وأدعي لهم بالشفاء، وهذا ليس تجسساً كما يعتبره كثيرون، بل طريقة لمعرفة أخبار الأحباب وخصوصاً البعيدين عنا لكثرة المشاغل».
وترى «ن . ف» أن المشكله لا تقف عند التجسس وإنما تتعداها إلى تصرفات «شيطانية»، «نشرت صورة لي بنصف وجه التقطتها بعرس ابنة خالتي، وتولت إحداهن سرقتها ونشرها، وأخبرتني ابنة خالتي بالموضوع عندما رأت الصورة صدفة، ولا أعرف إلى أين يمكن أن تصل الصورة؟ مشكلة البعض أنهم يتعدون على خصوصيات الآخرين، ويتسببون لهم بالمشاكل».