تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة مقيتة تحمل نفساً طائفياً كريهاً بكل معنى الكلمة، لصور مسؤولين في وزارة التربية والتعليم مرفقة بعبارات طائفية تدعي عدم العدالة في توزيع البعثات العلمية.
لا أعلم على ماذا يستند أصحاب القلوب الخبيثة في ادعائهم حيث يعلم الجميع أن توزيع المنح و البعثات يتم على أساس عادل دون أي تفرقة مذهبية، ولطالما استفاد منها جميع طلبة البحرين من جميع المذاهب على مر السنين الماضية، ولم تكن هنالك أي معضلة طائفية في تقدير استحقاقات الطلبة للمنح والبعثات، لكن لماذا هذا الافتراء اليوم لتكون ورقة أخيرة في ملف حقوق الإنسان يرميها الحقوقيون غير الحقوقيين أم ملفاً يثير موضوعاً كسبت رهانه المملكة وطوته من دهر، داحرة كل مشكك في عدل و نزاهة الأنظمة الحكومية في البحرين، أم موضوعاً تدغدغ فيه مشاعر طلبة يأملون بالأفضل ودوماً ما كانت وزارة التربية والتعليم تشاطرهم آمالهم بتوفيرالأفضل الأنسب لهم!، كيف لا و هي تراهم أمل المستقبل كيف لا وهي من علمتهم و ثقفتهم لاثني عشر عاماً دون تفرقة فكيف تفرق وتميز بينهم اليوم، وهي تسعى لتتويج تعليمهم بتقديم الأفضل لهم.
سئمنا وسئم الشعب من أولئك المحرضين ذوي النفوس المريضة والعقول السقيمة سئمنا تحريضاً ودجلاً وفبركة سئمنا تساهلاً وعفواً وحلماً معهم سئمنا نفس العنصرية والتفرقة التي يمطرون الشعب بها، فهم مازالوا يتصورون أنهم دولة القانون وبأنهم يتعالون على المسألة القانونية حتى باتوا يتنابزون بالألقاب الطائفية، وعلى مؤسسات الدولة دون أدنى احترام أو تقدير. ذلك لأنهم أمنوا العقاب فتمادوا وعاثوا كما يشاؤون، أتمنى أن أكون مخطئة في ذلك وأن نرى في الأيام المقبلة ما يردع و يوقف أؤلئك المحرضين عند حدودهم، ويرجعهم الى مكانهم وحجمهم الطبيعي؛ حيث لا مكان لمثيري الفتن في أرض مملكة البحرين، أرض المذاهب المتناغمة والطوائف المتناسجة والحضارات المتمازجة تحت راية آل خليفة الكرام رواد العدل والإنصاف.

بدور عدنان