عندما تحب فإنك تتحرر من سجن جسدك، لتعود نقياً وحراً، لتعود مشعاً بأنوار القلب من مصدر النور، لأنه من يعرف الحب يعرف حقيقة الحياة، إنها حياة لم يكن ابتداؤها في الرحم، ولن يكون منتهاها في اللحد، وما هذه السنوات إلا لحظة من حياة أزلية أبدية، لا تقلق إن بادلك الآخرون بمحبتهم أم لم يبادلوك، إن تجاوبوا معك أم لم يتجاوبوا، عليك أن تكون سخياً معطاءً بحبك، فالأثير يحمل كل ابتسامة وكل تنهيدة تصعد من قلوبنا، ويحفظ صدى كل كلمة مصدرها المحبة، وهذا هو جمال الحب إنه لا يعتمد على استجابة الآخرين، بل يعتمد عليك أنت فقط وبالكامل لأن الحب عطاء غير محدود وغير مشروط، لا بداية له ولا نهاية.
أن تنهض عند الفجر بقلب ذي أجنحة تخفق واجب الشكر ملتمساً يوم محبة آخر، فمن يرى النور يرى الإنسان ككيان وليس كتكوين، فإذا كنت تملك طاقة الحب فلا تبخل بها ولا تهدرها، فلا تحرم قلبك ولا تبخل به على قلوب البشر بالعطاء. تجاوز كل أسوار الفكر وخطوطه الحمراء، فالحقيقة هي الباقية الخالدة وما العالم الظاهر سوى حركة وزوال و انعكاسات وأوهام، وهي التي تسكن في حنايا قلبك ووجدانك، لا تغلق على نفسك ولا تضع لها القيود والحدود، بل افتح قلبك واجعله بيتاً لكل مخلوق.
علي العرادي
اختصاصي تنمية بشرية