في عز معاناة غزة والشعب الفلسطيني، وبعد صراع طويل مع السرطان، أعلن أمس (الثلاثاء) وفاة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وكان ابنه تحدث قبل فترة عن وضع والده الصحي وأكد حينها أن والده نزيل في مستشفى بمدينة صفد في منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة، خضع في معظمها للعلاج من احتدام سرطان الكبد عليه، وهو المرض الذي أصابه قبل 3 سنوات.
وكانت صحة القاسم تدهورت في نهاية الشهر الماضي جراء معاناته من المرض الذي كان يعالجه بالكيماوي، فنقلته عائلته إلى «مستشفى صفد» حيث أشرف عليه صديقه الذي رافق وضعه الصحي طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو البروفسور الفلسطيني جمال زيدان، رئيس قسم السرطان بالمستشفى.
كتب سميح القاسم قصائد معروفة تغنى في كل العالم العربي، منها قصيدته التي غناها اللبناني مرسيل خليفة، ويغنيها كل أطفال فلسطين وتغنى في كل مناسبة قومية «منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي».
ولد سميح القاسم في 11 مايو 1939 في بلدة الرامة شمال فلسطين، ودرس في الرامة والناصرة، واعتقله الإسرائيليون مرات عدة، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية بسبب مواقفه الوطنية والقومية، وقد قاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها.
شكل القاسم مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، عصب أدب المقاومة الفلسطينية، وتوأم مسيرة حافلة بالنضال والإبداع والحياة .
ترأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. ورئيس تحرير الفصلية الثقافية «إضاءات» التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم، كما أسس صحيفة «كل العرب» في الناصرة.
نال القاسم جوائز عدة، منها «غاز الشعر» من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا، كما وعلى «جائزة البابطين» الشهيرة، وأيضاً على جائزة «وسام القدس للثقافة» و«جائزة نجيب محفوظ» من مصر، وعلى «جائزة السلام» و«جائزة الشعر» الفلسطينية.
ترجمت العديد من أعمال الشاعر الراحل سميح القاسم وقصائده إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.
تنوعت أعمال القاسم بين الشعر والنثر والمسرحيات، وبلغت أكثر من ثمانين عملاً، كما اشتهر بكتابته هو والشاعر محمود درويش الذي ترك البلاد في السبعينات «كتابات شطري البرتقالة»، ووصف الكاتب عصام خوري هذه المراسلات بأنها «كانت حالة أدبية نادرة وخاصة بين شاعرين كبيرين قلما نجدها في التاريخ».
توزعت أعمال سميح القاسم ما بين الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة ومن بينها:
1. مواكب الشمس -قصائد- (الناصرة، 1958).
2. أغاني الدروب -قصائد- (الناصرة، 1964).
3. إرَم -سربية- (حيفا، 1965).
4. دمي على كفِّي -قصائد- (الناصرة، 1967).
5. دخان البراكين -قصائد- (الناصرة، 1968).
6. سقوط الأقنعة -قصائد- (بيروت، 1969م).
7. ويكون أن يأتي طائر الرعد -قصائد- (عكا، 1969).
8. إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل -سربية- (الناصرة، 1970).
9. قرقاش -مسرحية- (الناصرة، 1970).
10. عن الموقف والفن -نثر- (بيروت، 1970).