قال أستاذ الفيزيـــاء بجامعــــة البحرين ونائب رئيــــــس الجمعيـــــــــة الفلكية البحرينية البروفيسور وهيب الناصر إن يوم الأحد المقبل الموافق 24 أغسطس الحالي يصادف أول طلوع لنجم سهيل في سماء البحرين وشبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أنه إشعار بانقضاء أكثر الفترات حرارة في هذا العام.وأشار البروفيسور وهيب الناصر إلى أن أهل الخليج يستبشرون بطلوع سهيل لأنه إشعار بانقضاء أكثر الفترات حرارة في هذا العام وهي فترة طلوع طالع النثرة أو الكليبين أو الكلبين أو المحلف وهي الفترة من 11 أغسطس حتى 23 أغسطس حيث تتميز بالحرارة الشديدة والرطوبة لدرجة أن الجمال لا تحن للماء إلا في هذه الفترة وتجد المواشي لا تفارق أماكنها المظللة ويخلو الحليب من المواشي المدرة للحليب! وقال العرب «إذا طلع سهيل لا تأمن السيل، وتلمس التمر بالليل، وبرد آخر الليل».وأضاف أن طلوع نجم سهيل يصادف دخول طالع الطرف «الفترة من 24 أغسطس حتى 5 سبتمبر» وهو موسم يكثر فيه سمك الصافي والربيب والبدح واللحلاح وفيه تحرث الأرض وتبذر الأشجار والشجيرات وتزرع فيه البقول والخضار وفيه تهب رياح الكوس أو الرياح الجنوبية الحارة والمشبعة بالرطوبة.وأوضح أن آخر مشاهدة لنجم سهيل - وقبل أن يتوارى بعدها عن الأنظار في السماء في 4 مايو في الساعة 6:24 مساءً في هذا العام «وفي كل عام». وظهر هذا النجم اللامع الذي يسهل رؤيته والوصول إلى موقع شروقه والاستمتاع بجماله – في الساعة 4:27 صباحاً من هذا اليوم 24 أغسطس وكان على ارتفاع 3 درجات تقريباً وفي اتجاه 156 درجة أي 24 درجة شرق الجنوب في الساعة 5 صباحاً وأقصى ارتفاع له في الساعة 7:53 صباحاً ويغرب في الساعة 11:18 صباحاً.وذكر أن نجم سهيل من النجوم الجنوبية، ومن أهم وألمع نجوم السماء، وثاني المع نجم بعد الشعرى اليمانية، وهو يقابل النجم الشمالي «الياه». ونجم سهيل هو أقوى شعاعاً من الشمس بنحو 15,000 مـــرة، وقطره يعادل 65 مرة من قطر الشمس، وكتلته تعادل 10 مرات كتلة الشمس، ويستغرق وصول ضوئه للأرض مدة 31 سنة ضوئية! وأطلق العرب هذا الاسم على النجم العلماء في القرن السابع من قبل المصريين. وسهيل تعني السهل والوضوح واللمعان واللين والوسامة.وقال الناصــــر إنه مع ظهـــور سهيل يقترن بعدد من الحوادث الفصلية وهي تنكسر حدة الحرارة، أي حرارة مياه الخزانات تكون نسبياً معتدلة عند الظهيرة، يفيء الظل بعد أن كان شبه معدوم خلال فصل الصيف عند الظهيرة، يبدأ طول الليل وقصر النهار فيبرد آخر الليل، تهب ريح الجنوب الرطبة فتخفف من لهيب الهواء الساخن الجاف في الصحارى الخليجية العربية، تميل الشمس ناحية الجنوب بعد أن كانت عمودية في فصل الصيف -أي يزداد الظل، وبداية موسم الرطب الجديد وانتهاء ادخار التمر الحويل.وأضاف «كذلك يرتبط بإدرار المواشي للبن حينما تحس بالراحة، تختلط فيه جميع الطيور المهاجرة لذا فهو موسم جيد للصيد عند الصقارين، أحياناً تهب فيه الرياح الشمالية الباردة التي تخفف من رياح السموم، يقل ارتفاع الشمس عند صلاة الظهر من أقصى ارتفاع لها في ذروة الصيف «21 يونيو» وهي 87° لتكون في هذا اليوم «24 أغسطس» 74° مع بداية طلوع سهيل ثم إلى 70° مع آخر يوم في طالع سهيل أو الطرفة مما يعنى توفر الظل عند الظهيرة بدلاً من انعدامه، في بداياته تبقى درجات الحرارة مرتفعة، ونسبة الرطوبة على السواحل عالية، مما يتسبب في الإرهاق والكسل لدى الإنسان «وعكات سهيل» – بحيث يصل استهلاك الكهرباء في البحرين «ودول الخليج تقريباً» إلى الذروة.