كتب - حسن عدوان:
حيث صوت الموسيقى ينساب في كل زاوية من البيت، شب عازف الأورغ الشاب أحمد بوجيري، على حب الموسيقى، عشق دفعه لإنشاء ستوديو صوتي منزلي، تحول لاحقاً إلى ستوديو يستقبل الفنانين، حقق له العديد من الجوائز المحلية والعربية. قدم بوجيري العديد من الأعمال، لكن أكثر ما يعتز به أعماله الوطنية، وأهمها تلحينه وتوزيعه مجموعة أشعار للشاعر الكبير علي الشرقاوي.
- هل كانت بدايتك موسيقية؟
بل كانت تجارب في البحث عن مجال يمكنني الاستمرار به، فبدأت بالتصوير الفوتوغرافي الذي تحول لاحقاً إلى تصوير فيديو ومن بعده ظهرت لي ميول رياضية لكنها لم تكن موفقة إطلاقاً، وثم اهتمام بهندسة الصوت ومجال الصوتيات الذي شغل حيزاً من تفكيري، سعيت إلى تطويره. وعندما كنت صغيراً كان لدي مفهوم يقول إن كل شخص يستطيع عزف أي لحن يجول بخاطره على الكيبورد بالفطرة، فاكتشفت بعدها أنه ليس شيئاً فطرياً بل موهبة وأذناً موسيقية يمكن تنميتها.
- متى بدأت مشوارك الموسيقي إذن؟
الموسيقى كانت تحيط بي من كل مكان، فأخي الأكبر كان عازف بيانو في المنزل، والمدرسة التي كنت أدرس بها كانت تولي اهتماماً كبيراً لتطوير مقدرات الطلاب الفنية، فبدأت ملامح توجهي إلى تعلم الموسيقى؛ ترتسم وكانت بدايتي الفعلية في تعلم البيانو أو «الكيبورد» العام 2006 ، حين اشتريت «أورغ» متواضعاً جداً وبدأت بالتعلم عليه.
- ومتى بدأت التلحين وتعلم تسجيل الأغاني؟
تعلم التسجيل والهندسة الصوتية تزامن مع تعلمي الموسيقى، فكل منهم يكمل الآخر أو على الأقل يجب على مهندس الصوت معرفة شيء ولو بسيط عن الموسيقى، فبدأت في إنتاج بعض الأعمال الفنية الشخصية في المنزل، وهذا الأمر دفعني إلى إنشاء ستوديو صوتي منزلي، تحول لاحقاً إلى ستوديو منزلي يمكن أن يستقبل زواراً وفنانين، واعتبره الانطلاقة الفعلية العام 2007.
- كيف ترى الموسيقى الهادفة؟
هي الأغنية التي تهدف لإيصال قيم ورسائل معينة -ان صح التعبير- فيتحرى فيها المغني انتقاء الكلمات المناسبة التي تحوي رسائل هادفة سامية، وبالنسبة لي فإن كل شيء يبدأ بالتدريج ليتطور، كذلك هو الحال في الهواية، وربما أتحول يوماً إلى الاحتراف، والتسجيل لأحد المغنين والمطربين الكبار، مع أني أميل شخصياً للأعمال الوطنية الهادفة.
- هل أنت راضٍ عن مجمل أعمالك؟
أحياناً أقوم ببعض الأعمال التي لا أرضى بمستواها، وغالباً تكون مستعجلة يُصر صاحبها على إتمامها في اليوم نفسه، لكن هذا لا يصح فنياً، فالعمل يستغرق فترة طويلة جداً لكي تضع فيه جميع ما يلزم من لمسات فنية سواء كانت أفكاراً جديدة في التوزيع الموسيقي أو الهندسة الصوتية النهائية، وفي مثل هذه الحالات لا أذكر اسمي في العمل، لكي لا يؤثر على سمعتي الفنية.
- ما أكثر أعمالك التي تفخر بها؟
أفتخر بمجموعة من الأعمال الوطنية كانت للشاعر البحريني الكبير علي الشرقاوي، وكان دوري فيها التلحين والتوزيع الموسيقي، وبالتأكيد، في مثل هذه الأعمال يمكن للفرد أن يستفيد من خبرة العظماء في مجاله، ويلتقي بالأجيال الأولى التي سعت إلى حمل شعلة هذا الفن التي لا تنطفئ.
- فأي أنواع الأجهزة تفضلها وأي موسيقى هي الأقرب إليك؟
هذا السؤال قد يكون غريباً للمهتمين بالتوزيع الموسيقي، فالموزع يجب أن يستمع لجميع أنواع الموسيقى حول العالم، لكي تكون لديه الدراية الكافية بأنواع الموسيقى التي تؤهله لإنتاج موسيقى جديدة وعصرية مستوحاة من المخزون الموسيقي الذي ينتج لديه، وجهازي هو الكيبورد أو «الأورغ» في اللغة الدارجة.
- ما أهم مشاركاتك والجوائز التي حصدتها؟
بفضل من الله حققت العديد من المشاركات والإنجازات الفنية، ومن إنجازاتي داخل البحرين؛ فوزي بـ المركز الأول في جائزة المعالي الأولى للمبدعين في مجال الإنتائج المرئي بفيلم «هداهم على الله» العام 2007، تلحين وتوزيع وغناء المقطوعات الموسيقية لمسرحية الأطفال «مدينة الألوان» لمسرح البيادر العام 2010، وكنت مشرف قسم الهندسة الصوتية بمدينة شباب 2030 / العام 2011، ورئيس وحدة الإذاعة بمهرجان تاء الشباب الخامس التابع لوزارة الثقافة العام 2013.
وبالنسبة للمشاركات الخارجية، فكانت فوزي بالمركز الثاني على مستوى الخليج في المؤتمر الخليجي الإعلامي الأول المقام بدولة الإمارات في مجال المسامع الصوتية بإغنية «نهواج يا البحرين» العام 2011، المركز الثالث على مستوى الخليج في المؤتمر الخليجي الإعلامي الأول المقام بدولة الإمارات في مجال المسامع الصوتية بأغنية «فرحانة ديرتنا» العام 2011، المشاركة في المهرجان الجامعي الدولي للموسيقى في تونس العام 2012.