استشهد 27 فلسطينياً بينهم ثلاثة من أبرز قادة الذراع العسكري لحماس، إضافة إلى عدد من الأطفال، في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة أمس (الخميس)، فيما اعترف مسؤول كبير في حماس بخطف ثلاثة شبان إسرائيليين أدى مقتلهم إلى الحرب الحالية في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 2078 شخصاً منذ بدء الهجوم الذي أعلنته إسرائيل بهدف وقف إطلاق الصواريخ من القطاع وتدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس لشن هجماتها.
وقتل 61 شخصاً منذ خرق تهدئة استمرت تسعة أيام إثر فشل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة.
وفي آخر الغارات مساء أمس؛ أعلن القدرة «ارتقاء شهيدين جراء استهداف دراجة نارية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة في غارة جوية إسرائيلية».
وقتل في أعنف هذه الغارات ثلاثة من قادة القسام عندما أطلقت مقاتلات إف-16 إسرائيلية تسعة صواريخ على مبنى سكني من عدة طوابق تملكه عائلة كلاب في حي تل السلطان بمدينة رفح.
وقتل في الغارة ثمانية فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح وفقاً لوزارة الصحة في غزة، وقد دمر المبنى كلياً ولحقت أضرار كبيرة بمنازل مجاورة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في بيان أن «كتائب القسام تزف إلى شعبنا وأمتنا شهداءها القادة محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم».
ويعتبر هؤلاء من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام في قطاع غزة، لاسيما أبوشمالة والعطار العضوان في المجلس العسكري الأعلى للكتائب، حيث يشغل أبوشمالة منصب القائد العسكري لمنطقة جنوب قطاع غزة فيما يتولى العطار القيادة العسكرية للكتائب في لواء رفح.
وفي وقت لاحق قتل أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية جديدة على مقبرة في مدينة غزة وفقاً للقدرة.
وفي وقت سابق قتل سبعة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال في غارتين إسرائيليتين في مدينة غزة وفي بيت لاهيا.
وكان القدرة أعلن أيضاً فجر أمس مقتل فلسطيني في غارة جوية إسرائيلية استهدفت ليل الأربعاء الخميس مخيم النصيرات بوسط القطاع، ووفاة ثان متأثراً بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي سابق.
وفي أول اعتراف لحماس بخطف ثلاثة شبان إسرائيليين؛ قال مسؤول كبير في الحركة إن الحركة خطفت ثلاثة شبان إسرائيليين وأثار مقتلهم في يونيو سلسلة من أعمال العنف أدت إلى الحرب الحالية في قطاع غزة.
وأدلى صالح العاروري، وهو مسؤول لحماس من الضفة الغربية ويعيش في تركيا، بهذه التصريحات في مؤتمر صحافي بإسطنبول، وأكد فيما يبدو مزاعم إسرائيل بأن الحركة مسؤولة عن خطف الشبان الثلاثة.
وقال العاروري أمام مبعوثين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «وفي هذه العملية حدث اضطراب كثير والبعض يقول إنها مؤامرة».
وأضاف في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام «وكان الحراك الجماهيري قد اتسع ليشمل كل الأرض المحتلة ووصل ذروته في العملية البطولية التي قامت بها كتائب القسام في أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل».
وفي الدوحة التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في حضرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لإجراء مشاورات بعد توقف الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الاجتماع بحث «الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لاسيما آخر مجريات الأحداث في قطاع غزة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع وما من شأنه وقف ذلك».
وأفاد مصدر فلسطيني أن الاجتماع دام حوالي ثلاث ساعات وقد يتبعه اجتماع ثنائي بين عباس ومشعل.