قتل أكثر من 70 شخصاً وأصيب العشرات في هجوم لميليشيا شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية على مسجد للسنة في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالي شمال شرقي بغداد أمس.
وأشار شهود عيان إلى أن ميليشيات «عصائب أهل الحق» هاجمت مسجد مصعب بن عمير، بقرية ويس التابعة لناحية السعدية وأعدمت المصلين بما فيهم إمام المسجد أثناء صلاة الجمعة.
فيما قالت مصادر أخرى إن الهجوم وقع بعد تفجير عبوة قرب منزل مسؤول الجماعات المسلحة لما يسمى الحشد الشعبي وهي جماعات مسلحة شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية.
وأفاد «مركز إعلام الربيع العربي» -الذي يقوم عليه ناشطون عراقيون- بأن المسلحين قاموا بمحاصرة أهالي الضحايا وذويهم من النساء والأطفال وهم يستغيثون لنجدتهم من تلك الميليشيات، كما منعوا سيارات الإسعاف من نقل الجثث وانتشر القناصون في محيط المسجد.
وقال مسؤولون في شرطة ديالي لـ»رويترز» إنهم سلموا الميليشيات الشيعية قائمة بأسماء أعضاء الدولة الإسلامية المشتبه بهم لملاحقتهم وقتلهم.
من جانب آخر، قالت مصادر أمنية إن قوات الحكومة ومقاتلي البشمركة الأكراد حاولوا أمس الجمعة استعادة بلدة «جلولاء» شمال شرق بغداد من أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، بمساعدة الطائرات الحربية الأمريكية. وفي السياق ذاته، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن إقليم كردستان العراق يستقبل نحو 700 ألف نازح عراقي طردهم مقاتلو الدولة الإسلامية من منازلهم.
وتشير المنظمة إلى أن أعداد النازحين في العراق بلغت 1.2 مليون شخص بسبب المعارك عام 2014.
وفي مدينة الموصل في شمال العراق قال شهود إن تنظيم الدولة الإسلامية رجم رجلاً حتى الموت في حين زادت الولايات المتحدة من احتمال مواجهة ملاذات آمنة للجهاديين عبر حدود سوريا.
إلى ذلك، نفت إيران تقارير إعلامية تحدثت عن استعدادها للمشاركة في التصدي للدولة الإسلامية في العراق مقابل تحقيق تقدم في المفاوضات مع القوى الدولية بشأن ملفها النووي، مشيرة إلى أنه جرى خطأ في فهم تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التي قال فيها إن وافقت إيران «على القيام بشيء في العراق فعلى الطرف الآخر في المفاوضات أن يفعل شيئاً في المقابل»، مضيفاً «يجب أن ترفع جميع العقوبات المفروضة على إيران جراء نشاطاتها النووية مقابل مساعدتها في العراق».
سياسياً، قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني أمس الجمعة إن كافة الأطراف متفقة على الحاجة لتشكيل ملائم للحكومة الجديدة، مكرراً دعوته للعراقيين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار خلال خطبة الجمعة التي تلاها أحد مساعديه في مدينة كربلاء إلى أنه يجب على الحكومة الحالية إصلاح الأخطاء السابقة، مبيناً أن السياسيين يجب أن يكونوا أكثر خبرة في اختيار أعضاء حكومة مستقلة ومهنية.
وقال نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك إن الحكومة العراقية وعدت بإطلاق سراح أحد وزراء الدفاع في نظام صدام حسين.
وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط لم يفصح المطلك عن سبب وعد الحكومة بإطلاق سراح وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم المحكوم عليه بالإعدام وقيادات عسكرية وسياسية سنية أخرى.