أكدت دراسة أعدها الباحث علاء إبراهيم حبيب أن مساعدة المملكة العربية السعودية للجيش الحر في سوريا عبر توفير الدعم العسكري والمادي من شأنها أن تضعف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأن دعم الرياض للجيش اللبناني يسد الطريق أمام تمدد التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى موقف السعودية الدائم والثابت حيال مواجهة ظاهرة الإرهاب وتنسيقها مع القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة للتصدي لهذه الظاهرة.
وقال الباحث علاء إبراهيم حبيب، في دراسته بعنوان «دور المملكة العربية السعودية الرائد في مواجهة التنظيمات الإرهابية - تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) نموذج»، وتنشرها «الوطن»، إن المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين تتشاركان المخاوف الإقليمية وبالأخص الأمنية منها، والتهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي على أمن البحرين والسعودية دعت البلدين إلى اتخاذ التدابير الأمنية الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار.
وأوضح أن السعودية عملت ضمن مواجهتها للتهديدات الأمنية على نشر الجيش على الحدود مع العراق، أمر ملكي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، إضافة إلى دور الأوقاف السعودية في التصدي «لداعش».
وأضاف أن الخطباء يسعون إلى تحذير الناس من بشاعة جرائم أصحاب هذا الفكر واستحلالهم لدماء الآخرين وإخلالهم بالأمن، وأن فكرهم الإرهابي والتكفيري يمثل خطراً على العقيدة وأمن الوطن.
وفي ما يلي نص الدراسة:
المقدمة
تلعب المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وعلى جميع المستويات (المحلية، الإقليمية والدولية)، وسعت دائماً إلى توحيد جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجتمع الدولي قبل عشر سنوات خلال انعقاد مؤتمر الرياض إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، إلا أن خادم الحرمين الشريفين قد أعرب في خطابه الأخير عن خيبة أمله من عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع الفكرة، مبيناً أن عدم التفاعل أدى لعدم تفعيل المقترح بالشكل الذي كانت الآمال معلقة عليه.
المملكة العربية السعودية تضع داعش ضمن قائمة الحظر:
وقد اتخذت المملكة العربية السعودية عدة خطوات تظهر عزمها على مواجهة الجماعات والحركات الجهادية الإرهابية من ضمنها الإعلان عن قائمة حظر تضم «تنظيم القاعدة وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة وحزب الله -والذي اعتبرت مملكة البحرين أول بلد عربي يضعه على القائمة السوداء- وجماعة الإخوان المسلمين وجماعة الحوثي، بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والذي هو موضوع البحث.
مواقع انتشار داعش
ينتشر تنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا حيث تخوض ضده المقاومة السورية منذ يناير، معارك ضارية متهمة إياه بتنفيذ مآرب النظام السوري، وبالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية، وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.
في ما ينتشر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي أيضاً في العراق، حيث سيطر على أجزاء كبيرة منه وألحق بقوات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي هزائم عديدة، بالإضافة إلى قيامه بأفعال بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي.
علاقة داعش بتنظيم القاعدة
نفت القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» أي علاقة لها بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في سوريا أو العراق. وأعلنت في بيان موقع باسم «جماعة قاعدة الجهاد» أنه لا صلة لها بداعش، بل أمرت بوقف العمل به. وقالت القيادة العامة للتنظيم في بيان نشر بمواقع جهادية على الإنترنت، إن التنظيم قطع علاقته مع تنظيم داعش الذي يقوده أبوبكر البغدادي، عقب عصيانه للأوامر الصادرة عن زعيم التنظيم أيمن الظواهري الذي كان قد أمر داعش بالعمل مستقلاً عن فرع آخر منافس له من فروع القاعدة في سوريا، وهو جماعة جبهة النصرة التي يتزعمها أبو محمد الجولاني. وقد رفض البغدادي أوامر الظواهري، وسعى دون نجاح إلى دمج الجماعتين معاً.
مساعدة السعودية للجيش الحر من شأنها إضعاف داعش
الدعم العسكري
لم يقبل الجيش السوري الحر بسرقة الثورة السورية من خلال تطبيق البغدادي لمشروعه التوسعي، وقد دارت معارك بين الطرفين على حقول النفط والآبار في الحسكة والرقة والتي وقعتا تحت أيدي مقاتلي داعش كما دارت معارك أخرى حول المعابر الحدودية التركية مثل معبر باب السلامة ومعبر باب الهوه.
وقد كفرت داعش الجيش الحر واتخذت من حملتها العسكرية التي أطلقتها ضده في سبتمبر 2013م اسم «نفي الخبيث»، وقد أدت المعارك التي خاضتها مع الجيش الحر إلى إضعافه من خلال استهداف معظم كتائبه خاصة كتائب الفاروق وكتائب نور الدين زنكي.
وهو الأمر الذي استدعى من المملكة العربية السعودية زيادة الدعم للجيش السوري الحر من أجل استعادة المناطق المحررة ما يعطي دفعة جديدة لمعركتهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الظالم.
وعادة ما تدخل المملكة العربية السعودية المساعدات العسكرية للجيش الحر عبر الأردن حيث سمحت عمان بفتح خط إمداد للمعارضة السورية المسلحة عبر أراضيها، كما إن عملية شحن الأسلحة تتم تحت إشراف المخابرات السعودية والأمريكية والأردنية كي لا تصل الأسلحة إلى مقاتلي داعش أو غيرهم من الإرهابيين.
الدعم المادي
أعلنت المملكة العربية السعودية من بداية الانتفاضة على النظام السوري الظالم وقوفها في صف المقاومة وأنها لن تتوارى عن تقديم مختلف الدعم لها وبشتى الطرق، كما أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها مهمة لفت أنظار المجتمع الدولي للانتهاكات التي تحصل لأبناء الشعب السوري على يد قوات النظام الإجرامي الذي يفتقد للشرعية.
وقد جاء تأكيد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن دعم الجيش السوري الحر يعتبر من الجهاد في سبيل الله ليبين إصرار السعودية على المضي قدماً في دعمها للانتفاضة السورية، كما إن تشديد آل شيخ على ضرورة التأكد من مآل التبرعات أظهر حرص المملكة على ألا تحصل أي من التنظيمات الإرهابية على دعم في الأراضي السورية.
مواجهة المملكة العربية السعودية للتهديدات الأمنية:
انتشار للجيش على الحدود مع العراق
قامت المملكة العربية السعودية باتخاذ التدابير اللازمة لحماية البلاد وذلك بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين فدفعت الرياض بقوات من الحرس الوطني وحرس الحدود انتشرت على النقاط الهامة من الحدود، كما قامت بإنشاء منطقة عزل تمتد إلى عشرة كيلومترات، تكون إضافية للخطوات السابقة، مثل السواتر الطبيعية والأسيجة ورادار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، كما قامت السعودية بإغلاق منفذ عرعر الوحيد مع العراق والذي تفتح أبوابه فقط في موسم الحج.
داعش تستخدم «تويتـــر» و«يوتيـــوب» لتجنيد السعوديين
يستخدم تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش) مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر» و«يوتيوب»، لتجنيد شبان سعوديين، وقد أكدت وزارة الداخلية السعودية أن الجماعة الإرهابية تسعى لتجنيد الشباب السعودي للذهاب إلى مناطق الاقتتال أو تهديد أمن البلاد من الداخل. كما أعلنت أن الإمكانيات التي توفرها الدولة للجهاز الأمني واللحمة الوطنية تتصدى بقوة للمحاولات الإرهابية التي تضر بالمملكة.
ويعرف عن التنظيم الإرهابي استخدامه لوسائل الإعلام المختلفة لتجنيد المزيد من المجاهدين بصفوفه حيث قام مؤخراً بإصدار العدد الثاني من مجلته «دابق» الناطقة بلسان التنظيم، والتي حملت عنوان «الطوفان»، وسعت «داعش» من خلال إصدار العدد الثاني الصادر باللغة الإنجليزية، لتصوير التنظيم الإرهابي نفسه على أنه سفينة نوح التي ظهرت لتنقذ الأمة الإسلامية من الطوفان. وبحسب وسائل الإعلام فإن عدد من السعوديين الذي التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا قاموا ببيع ممتلكاتهم، والذهاب بما جمعوه من أموال لتقديمها لتلك التنظيمات الإرهابية، بيد أن سفير السعودية لدى تركيا عادل مرداد أكد عدم رصد السفارة أو الحكومة التركية مبالغ مالية كبيرة لدى السعوديين القادمين إلى تركيا لدعم الجماعات المقاتلة في سوريا، أو تبرعات تم جمعها بطرق غير مشروعة.
وذكر عدد من أسر سعوديين انضموا أخيراً إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في المناطق المضطربة أن أبناءهم حملوا معهم مبالغ كبيرة، بعد بيعهم ممتلكاتهم الشخصية، من سيارات وممتلكات عقارية ومبالغ نهاية خدمة من أعمالهم، قبل التحاقهم بساحات القتال من طريق تركيا.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن القانون التركي لا يقيد الأجانب القادمين للأراضي التركية بمبلغ مالي معين، وبالتالي فإن القادم إلى تركيا له الحرية في استثمار أمواله بالطريقة المناسبة، مع الالتزام بالأنظمة والقوانين التركية وعدم الإخلال بها.
كما إن التعاون والتنسيق بين السلطات في المملكة وتركيا يجري على مستوى عالٍ، وتقوم السفارة السعودية في تركيا باستقبال المغرر بهم العائدين من مناطق التوتر والصراعات والذين اكتشفوا زيف التنظيمات الإرهابية، وتقوم بتسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بعودتهم إلى أرض الوطن.
أمر ملكي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء
دعا خادم الحرمين الشريفين العلماء في كلمته الأخيرة إلى الاستمرار في حث الشباب على العودة لدينهم السمح والتواصل معهم وفتح الأبواب للشباب والتحاور معهم للوصول للفكر الصحيح، حتى لا يكونوا متعطشين لأفكار يتلقفونها من أصوات أخرى ليست ذات صلة بالعلم الشرعي الصحيح.
إن الأمر الملكي الخاص بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء يجري تطبيقه الآن، والمملكة العربية السعودية تعول على أن تدرك عقول الشباب صعوبة ومخاطر الأمر، وعدم الانجرار لفتاوى من يدعون للجهاد غير الصحيح، كما ومن المفارقات العجيبة أنه لا يوجد أبناء لأولئك الأشخاص الذين يدعون إلى الجهاد مع تلك المجموعات والتنظيمات الإرهابية، حيث كان يفترض إن كان ذلك الداعي صادقاً ومقتنعاً بفكرته أن يتجه بأبنائه لتلك البؤر التي يدعي أن فيها جهاداً.
دور الأوقاف السعودية في التصدي «لداعش»
انطلاقاً من دورها في الحفاظ على منهج أهل السنة والجماعة قام وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بإبلاغ جميع أفرع الوزارة باعتماد «داعش» ضمن الفرق التي يجب على خطباء المساجد تحذير الناس من خطرها على العقيدة والمنهج الإسلامي المستقيم.
كما إنه أصدر توجيهاته لخطباء المساجد بالدعاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، واعتباره «فرقة ضالة وفرعاً لتنظيم «القاعدة» الذي يعتمد التكفير والإرهاب منهجاً».
ويقوم الخطباء في المملكة العربية السعودية بتبيان خطر»القاعدة»، وما تفرع عنه من فرق ضالة، مثل «داعش» وغيره من الفرق الضالة المعادية التي تتعاون مع أعداء أهل السنة والجماعة لقتل أهل السنة وإضعافهم، ويستند الخطباء في حملتهم الرامية إلى إظهار ضلال هذه الفرق على القرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال سلف الأمة.
كما يسعى الخطباء إلى تحذير الناس من بشاعة جرائم أصحاب هذا الفكر واستحلالهم لدماء الآخرين وإخلالهم بالأمن، وأن فكرهم الإرهابي والتكفيري يمثل خطراً على العقيدة وأمن الوطن.
السعودية والبحرين معاً
في مواجهة إرهاب «داعش»
تتشارك المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين المخاوف الإقليمية وبالأخص الأمنية منها، والتهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي على أمن البحرين والسعودية دعت البلدين إلى اتخاذ التدابير الأمنية الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار.
وقد قامت مملكة البحرين على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بإعلان أن كل من يتعامل مع «داعش» إرهابي وأن العقاب في انتظاره، مؤكداً أن «داعش» يهدد الأمن الدولي ككل وليس أمن الخليج فقط، ودعا إلى ضرورة التصدي لمخاطر هذا التنظيم الخارج عن القانون. وأشار إلى أن قوات درع الجزيرة «مستعدة للدفاع عن منطقة الخليج العربي إذا حاول التنظيم التطاول على بلدانه».
ووسط مخاوف من تنامي نشاط (خلايا نائمة) قد تستهدف منشآت حيوية في البحرين أو السعودية قامت الداخلية البحرينية برصد مركبات تحمل شعارات تنظيمات إرهابية من ضمنها (الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تتجول وسط مدن البحرين وشوارعها الرئيسة، وبحسب وسائل الإعلام فإن السلطات أوضحت أن ذلك يعود مسؤوليته إلى زبائن المحال التجارية الذين يقومون بطلب تصاميم لهذه الشعارات، في ما نفى السفير السعودي في البحرين الدكتور عبدالله آل الشيخ أن تكون هناك مركبات سعودية من ضمنها.
وتلعب السفارة السعودية في مملكة البحرين دوراً يقتصر على إصدار التحذيرات المتكررة والمستمرة، إضافة إلى نصح السعوديين بالابتعاد عن مناطق الخطر والتجمعات التي بدورها قد تتسبب في زعزعة الأمن وتعرضهم لحدوث الكوارث، ومنها الأماكن التي ترفع فيها مثل هذه الشعارات أو الملصقات المؤججة للفتن.
السعودية ومصر معاً
في مواجهة إرهاب « داعش»
أكدت المملكة العربية السعودية على موقفها الدائم حيال مواجهة ظاهرة الإرهاب وتنسيقها مع القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة للتصدي لهذه الظاهرة، وقد جاءت القمة التي جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتؤكد على توحد المواقف والرؤى الاستراتيجية بين الرياض والقاهرة إزاء الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بكل ما تحمله من مخاطر وتحديات للأمن القومي العربي.
إن السعودية ومصر تقفان في خندق واحد ضد الإرهاب، ومساعي الانقسام، والفتن التي تزرعها القوى المعادية للسلام والاعتدال في المنطقة، وقد أكدت زيارة السيسي على تكامل الدور السعودي -المصري، واصطفافه في جبهة واحدة ضد جماعات الإرهاب والتطرف. كما إن الثقل السياسي والاقتصادي الكبير الذي تتمتع به السعودية ومصر، كفيل بتحقيق سلسلة من الإنجازات الداعمة لسائر القضايا العربية والإسلامية الملحة.
الدعم السعودي للجيش اللبناني يسد الطريق أمام تمدد «داعش»
إن هجوم «داعش» على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية يعد بمثابة أخطر امتداد للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى لبنان والمرة الأولى التي يستولي فيها أجانب على أراضٍ لبنانية منذ توغل إسرائيل في الجنوب أثناء حربها مع «حزب الله» الإرهابي عام 2006.
ويرى اللبنانيون أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذين سيطروا على عرسال الحدودية خلال الشهر الجاري كانوا يدبرون لتحويل لبنان إلى عراق آخر بإثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة، ما يعرض وجود لبنان للخطر. وبالرغم من أن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أكد أن الجيش كسر مخططهم وغير مجرى التاريخ إلا أنه لم يستبعد فكرة تكرارهم التجربة من جديد لإحداث «فتنة سنية شيعية».
وقد جاءت المساعدات السعودية الأخيرة للجيش اللبناني والمقدرة بمليار دولار لتؤكد إصرار الرياض على مواصلة حربها ضد الإرهاب والحؤول دون تهديد أصحاب الفكر الضال لأمن لبنان، كما إن هذا الدعم يعتبر امتداداً لعطاء السعودية الذي سبق وبخاصة تلك المليارات الثلاثة التي منحت للجيش اللبناني قبل سنة تقريباً.
السعودية تقف مع المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب
انطلاقاً من حرص خادم الحرمين الشريفين على تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، قدمت المملكة العربية السعودية مبلغ 100 مليون دولار إلى مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة الذي تم إنشاؤه في العام 2011 لمواجهة التحديات الأمنية الجديدة التي يشكلها الإرهاب، ودعت الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها.
وأكدت المملكة العربية السعودية مراراً على أن الإرهاب شر لابد من إزالته من العالم عبر الجهود الدولية، وأن الدين الإسلامي بريء مما يقوم به الإرهابيون كما إن هيئة كبار العلماء في السعودية ترفض الفتاوى التكفيرية.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب هو الوحيد في العالم الذي لديه شرعية لمحاربة الإرهاب، وهو يحارب الفكر الذي يقف وراء ظاهرة الإرهاب.
والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب هو من بنات أفكار الملك عبدالله، وصدر ذلك عام 2005م وأطلق عام 2011م، ويقع المركز في مقر مجموعة العمل في الدائرة السياسية بالأمم المتحدة ويرأسه الأستاذ عبدالله يحي المعلمي. وتشعر المملكة العربية السعودية بالتزام قوي تجاه العمل الدولي عبر الأمم المتحدة، وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد لقائه الملك عبدالله الشهر الماضي في مدينة جدة وشكره شخصياً على قيادته في قضية مكافحة الإرهاب وقضايا أخرى كثيرة.