اقترح عضو مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الشاعر حسن سلمان كمال، سن ضرائب على المؤسسات المالية الكبرى لدعم البرامج الثقافية، معبراً عن أسفه لاعتبار الثقافة جزءاً صغيراً مكملاً في الوطن العربي.
وأكد كمال -خلال مشاركته في ندوة (العرب غداً: التوقعات والمآل) بمركز الحسن الثاني في مدينة أصيلة المغربية الخميس الماضي، ضمن منتدى أصيلة الثقافي الدولي الـ(36)- على الانفتاح عبر أبواب الثقافة والفكر على جميع الثقافات العالمية، خصوصاً الدول التي سبقت الوطن العربي في التقدم على مختلف الأصعدة، مقابل التعريف بثقافاتنا وعمق تراثنا وبمجاراتنا لما يحدث في العالم.
وشجع كمال على النهوض بالثقافة بواسطة الدعم الحكومي والشعبي، مؤكداً إمكان الاستعانة بالمؤسسات المالية الكبرى، قائلاً إن الثقافة تحتاج إلى مغذ وإلى دعم وإلى نشاط دائم يردها إلى الحركة والحيوية، ويجب أن نسن ضريبة على هذه المؤسسات ولو بسيطة جداً من أجل نشر الثقافة والفكر، لكن نخشى أن تجمع هذه الأموال التي تتأتى من ذلك، ولا تأتي بالخير للثقافة نفسها.
وأثنى كمال على تجربة منتدى أصيلة، وبجهود وزير الخارجية المغربي الأسبق مؤسس المنتدى محمد بن عيسى، معتبراً المهرجان معلماً عالمياً وليس عربياً، معرباً عن سعادته باللقاء الذي يجمع المثقفين من شتى الدول في فرصة للتعارف ما بين الفنانين والمبدعين من جميع أقطار العالم الصديقة.
وأضاف كمال: بهذا نكون قد قمنا ببعض دورنا في نشر الثقافة وفي التواصل، وذلك أحد الأدوار الثقافية والفكرية، متسائلاً: لكن من المتجاوب معنا على النطاق الشعبي أو الرسمي؟ إن هناك مثل لدينا يقول (يا مصوت ما لك ملبي) في إشارة لعدم وجود من يلبي النداء، لذلك نحاول أن نبذل قصارى ما نستطيع لنشر الثقافة والعيش في خضمها في جميع أحوال حياتنا. نحاول نشر الوعي الثقافي بين أصدقائنا، بين أهلنا، بين معارفنا وبين كل من نلتقي به في أي مكان نذهب إليه.
وبين كمال أن المؤسسات الثقافية في الوطن العربي نشطت لكن بصورة متفرقة ومتباعدة في التوقيت، إضافة إلى وجود مؤسسات وجمعيات ثقافية رسمية خاملة، مضيفاً: طبعاً نعذر بعضها لأن الظروف الاقتصادية التي تجتاح العالم في السنوات الأخيرة قد حجمت وشلت من نشاط هذه الجمعيات، فجعلت منها جمعيات ومؤسسات ثقافية تبيض -كما يقولون- بيضة الديك في كل عام مرة، وما رأينا بيضة الديك ولا مرة، عازياً ذلك إلى أسبابٍ كثيرة، منها قلة الاهتمام الشعبي والرسمي بمجالات الثقافة، وقلة الدعم الذي يلقاه المبدعون والمثقفون في أوطاننا العربية، مستطرداً «في أوطاننا العربية ينظر للثقافة على أنها جزءٌ بسيطٌ مكمل».
ودعا كمال إلى متابعة التجارب العالمية للتعمق في مواطن التقدم والنماء، واستيعاب مراحل الوصول للنتائج المرجوة، متخذاً من منتدى أصيلة الثقافي الدولي نموذجاً متمكناً من نشر الوعي الثقافي بين الجمهور عبر الندوات المتواصلة التي تصاحب المهرجان.
وأضاف: أتمنى أن تكون هناك تجارب شبيهة في جميع الأقطار العربية، ولو وزعنا نشاطنا في جميع الأقطار بهذا الأسلوب الحضاري الجميل الذي تنتهجه المملكة المغربية، فسنستطيع أن نجعل من الثقافة ضوءاً يهتدي به بقية الناس.