شددت الأستاذ المشارك في نظم المعلومـــات الجغرافيــــة والبيئــــة بكلية الدراسات العليا في جامعة الخليـــج العربـــي د.صباح الجنيـــد، على التثقيف لموضوعات الاقتصاد الأخضر والطاقة والتنمية المستدامة لسد الثغرات ما بين دول الشمال والجنــــوب، معتبـــــرة أن الأخطــــار المناخية التي تهدد العالم، لا سبيل لمواجهتها إلا بتوحيد الجهود العالمية، والافتقار للتنسيق يتسبب في تنامي الأخطار البيئية والمناخية.
ونبهت الجنيد في ندوة «التغير المناخي والتنمية المستدامة: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف» مؤخراً في منتدى أصيلة الدولي الـ (36)، إلا أن آثار التغيرات المناخية ومن ضمنها الكوارث والتحديات الأمنيــة، لم تعد، خلال السنـــوات الخمس الأخيــرة، حكـــراً علــى دول الجنوب، حيث إنه في كل سنة تزداد دول الشمال تضرراً بتلك الكوارث، موضحة أن الأخطار الناتجة عن التغيرات المناخية، لا تقتصر على تلك الطبيعة التي يمكن التنبؤ بها، كالزيادة في درجات الحرارة وتدهور الموارد الطبيعية وارتفاع أسعــار المواد الغذائية، وإنما أيضـــاً أخطار أخرى غير متوقعة، كالحروب والمجاعــــات والتحديــات الأمنيــــة والأمراض الوبائية على شاكلة مرض «إيبولا» الفتاك.
ورفضت الجنيد فكرة ترك دول الجنوب لمواجهة أخطار التغيرات المناخية بنفسها، معتبرة أن على دول الشمال مساعدة دول الجنوب مادياً وتكنولوجياً لمواجهة الأخطار، وفي الوقت نفسه دعت الدول النامية إلى الاعتماد على إمكاناتها الذاتية، عبر مراجعة المنظومات التعليمية وإعادة توطين التكنولوجيا وتفعيل الشراكات الإقليمية لفرض شروطها على دول الشمال.
إلى ذلك، اجتمع خبراء وساسة من دول لعالم المختلفة لمناقشة مخاطر وتحديات التنمية المستدامة، وتغيير المناخ واقترحوا خططاً، لردم الهوة بين الدول الغنية والفقيرة، وشددوا على ضرورة إصلاح وتفعيل عمل منظمة الأمم المتحدة، والاستناد إلى الجمعيات العامة ومنظمات أخرى لتقوية العمل وتعزيز المجهودات، والتنسيق في ما يخص تجاوز تحديات تغير المناخ وتحقيق تنمية مستدامة، إضافة إلى مساعدة دول الجنـــوب، في الوقت الـذي شـــددوا فيه على صعود الإرهاب في مناطق الشرق الأوسط مما تسبب في تدهور الأوضاع التنموية والبيئية، وعطــل خطط التنمية المحلية والدولية، ووضع أمن العالم كله تحت التهديد.
تخللـــت جلســـات النـــدوة موائــــد مستديرة شارك فيها ناشطون تنمويون وبيئيون وساسة استمرت طـــوال يوميـــن، وفي الختـام دعـــا المشاركون إلى التفاؤل مع اقتراب قمة باريس الخاصة بالتنمية، والتي يعول عليها في وضع خطط وحلول سريعة ومقبلة للأجيال تديم التنمية وتردم الهوة بين الدول الفقيرة والدول الغنية.