أكـــد رئيـــس مكافحـــة العــدوى ومختبـــر الأحياء الدقيقة بالخدمــات الطبيــة الملكيــة بالمستشفـــى العسكـــري استشـــاري طـــب الباطنية والأمراض المعدية الرائد طبيب مناف القحطاني أن انتقال فيروس «كورونـــا» يبدو محدوداً، وأن العدوى لم تصل إلى مستوى خطير جداً لدرجة انتقال الفيروس من شخص لآخر في الشارع.
ونفى الطبيب القحطاني توفر تطعيم أو لقاح وقائي يقي من الإصابة بالفيروس، لكنه لفت لتوفر فحص معقد، يعتمد على نظام يعرف باسم PCR أو «التفاعل المتسلسل للبوليميراز» يتضمن تضخيم عينات صغيرة من الحمض النووي DNA لاكتشاف أي أثر للفيروس.
وأضاف القحطاني أن البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية تشير إلى إمكان انتقال فيروس «كورونا» بين البشر، لكن حالات انتقال العدوى قليلة، فكثير ممن كانوا على تواصل مباشر مع مصابين أو ممن شاركوا في إيوائهم لم تنتقل إليهم الإصابة، مؤكداً أن الهدف الأكثر أهمية هو تحديد مصدر الفيروس لتقليل التواصل مع المصابين وتخفيض أعدادا المصابين إلى الحد الأدنى.
وذكر أن الإصابة الأولى للفيروس تأكدت العام الماضي، وكان المصاب رجلا يبلغ من العمر 60 عاماً وتوفي في المملكة العربية السعودية، أما المصاب الثاني فكان قطريا، يبلغ من العمر 49 عاماً، وقد ظهرت عليه أعراض الإصابة في سبتمبر وتم تأكيد إصابته من قبل مخابر وكالة الوقاية الصحية في كولينديل شمالي لندن، مشيراً إلى أن أغلب حالات انتقال العدوى بفيروس كورونا تمت في مشاف أو عيادات طبية وعلى أشخاص كانوا هناك لأن لديهم مشاكل صحية، «مما يشير إلى أن إصابة أشخاص بأمراض مسبقة يجعل هؤلاء أكثر تعرضاً لاستقبال العدوى».
وبين القحطاني أن الفيروس الجديد سمي بـ»متلازمة الالتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي» واختصاره العلمي «MERS-CoV»، وعرفت الفيروسات التاجية للمرة الأولى العام 1960، وسميت بهذا الاسم بسبب اتخاذها شكلا يشبه الإكليل (التاج)، ويسبب هذا النوع من الفيروسات أمراضا رئوية تصيب البشر والحيوانات على حد سواء.
وبشأن الأعراض الرئيسية للإصابة؟ أكد القحطاني أن المعلومات المتوفرة حاليا حول الإصابة وانتقالها قليلة في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه في حالات الإصابة المؤكدة عانى المصابون من ارتفاع الحرارة والسعال وصعوبات في التنفس، مبيناً أنه من غير المعروف إلى الآن فيما كانت الأعراض التي تسببها الإصابة متطابقة لدى كل المصابين، أم أنها تختلف بحسب حالة المصاب.
ولفت إلى أن العلماء ليست لديهم حتى الآن معلومات كافية عن الفيروس لإنتاج علاج محدد أو إجراءات يستحسن اتخاذها، لكن كما الحال مع اي فيروس من الفيروسات يقوم الجسم بمحاربه الفيروس عن طريق الجهاز المناعي أولاً، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي هناك بعض الدراسات الطبية تسعي لإيجاد علاج أو لقاح محدد كلما توفرت المعلومات الكافية عن هذا المرض.
وأوضح أن هذا النوع من الفيروسات عادة ينتقل بشكل شبيه لانتقال فيروسات الأنفلونزا العادية، لذلك من المرجح أن يكون انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عبر السعال والعطاس، لكنه بين أن انتقال الفيروس يبدو محدودا، ولو كان معديا لحد بعيد لكانت حالات الإصابة حالياً أكبر من 50 بكثير، ولكانت حالات الإصابة منتشرة في عدد أكبر من الدول خصوصاً أن حالات الإصابة ظهرت منذ حوالي 14 أشهر، وفترة الحضانة للفيروس لا تتجاوز السبعة أيام، لافتاً إلى أن ما يخفف مخاطر انتقال الفيروس على نحو كبير أنه من النوع الذي يموت بعد 24 ساعة من خروجه من الجسم، ويمكن بسهولة القضاء عليه عبر المنظفات والمعقمات. وشدد على التزام الحذر، حيث يعالج المصاب بأقصى حالات العزل، وارتداء المعدات والملابس اللازمة للحماية بما في ذلك أجهزة التنفس الخاصة والقفازات والأغطية العازلة والقفازات.
وأكد القحطاني أنه لا أحد يدري إلى الآن أين ظهر الفيروس لأول مرة، لكن حسب المعلومات فان أول ظهور للحالات كانت في الأردن في مستشفى الزرقاء مند أبريل من العام الماضي، وربما يكون «كورونا» نتيجة تحول فيروس آخر، مشيراً إلى أن بعض حالات العدوى أتت من فيروسات كانت تنتقل بين الطيور والحيوانات، وتعرف هذه الإصابات علميا بالأمراض حيوانية المنشأ، وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إصابات بشرية طفيفة أحيانا وخطيرة في بعض الحالات الأخرى، لكن لا دليل حالياً على كون فيروس كورونا الجديد من تلك التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
ولفت القحطاني إلى أن أعراض البرد والحمى الطفيفة، هي على الأرجح أعراض الإصابة بأنفلونزا عادي، لكن في حال أن الأمور ساءت وشعر المصاب بصعوبات في التنفس فعليه استشارة الطبيب مباشرة ذاكراً الأماكن التي زارها مؤخراً، مشيراً إلى أن الأمر ربما يكون مرتبطاً بأمراض تنفسية أخرى ولا علاقة له بفيروس كورونا، لكن حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» تسبب أمراضاً تنفسية مما يجعل منه شبيها إلى حد بعيد بفيروس «سارس».
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}