كان ريتشارد اتنبوره الذي توفي الأحد عن 90 عاماً، ممثلاً ومنتجاً ومخرجاً حصد مجموعة واسعة من الجوائز وكان شخصية محبوبة ومحترمة في السينما البريطانية.
وقد هيمن على السينما البريطانية خلال مسيرة طويلة ومثمرة منذ دوره الأول في فيلم الحرب «إن ويتش وي سيرف» وصولاً إلى «جوراسيك بارك» لستيفن سبيلبرغ مروراً بفيلمه «غاندي» الذي حاز عدة جوائز أوسكار وأدائه الرائع في الفيلم القاتم «برايتن روك».
كان عضواً في مجلس اللوردات وينشط باستمرار في المجال الخيري ولاسيما كسفير لليونيسف. وكان أيضاً رئيساً للأكاديمية الملكية للفنون المسرحية ورئيساً فخرياً مدى الحياة لنادي تشيلسي لكرة القدم.
وقد اقترن بزوجته شايلا في سن الحادية والعشرين وبقي مقيماً في المنزل نفسه الواقع في جنوب غرب لندن على مدى خمسة عقود.
إلا أن المأساة طبعت أيضاً حياة اتنبوره لاسيما عندما قضت ابنته جاين هولاندج وحفيدته لوسي في التسونامي الذي ضرب المحيط الهندي في العام 2004. وهو أقر أنه لم يتمكن يوماً من تجاوز هذه المأساة.
ولد اتنبوره في كامبريدج في أغسطس 1923 وكانت بدايته في فيلم «إن ويتش وي سيرف» وهو تكريم أراده ديفيد لين ونويل كوارد لسلاح البحرية الملكية خلال الحرب وقد مثل في أكثر من 60 فيلماً خلال مسيرته التي امتدت خمسة عقود.
وأصبح وجهاً مألوفاً في السينما الترفيهية لكنه تميز أكثر في الأدوار القاتمة مجسداً الشرير بينكي في «برايتن روك» المقتبس العام 1947 عن رواية غراهام غرين.
وأثار اهتمام هوليوود وراح يحصل على أدوار ثانوية في أفلام مثل «ذي غريت إيسكايب» لجون ستورجز و»فلايت أوف ذي فينيكس» لروبرت الدريتش.
واهتم أيضاً بالإنتاج وأسس شركته الخاصة مع براين فوربز منجزاً أفلاماً مثل «ذي إنغري سايلانس» وأفلاماً أخرى تفرد حيزاً كبيراً للواقعية الاجتماعية مثل «ذي إل شايبد روم».
في العام 1962 اتصل مقرب من عائلة غاندي بانتبوره لإخراج فيلم حول حياة مؤسس الهند المستقلة. مع أنه لم يكن على اطلاع على الموضوع أو على الهند التقى بانديت نهرو وابنته أنديرا غاندي في السنة التالية.
واحتاج إلى عقدين من الزمن لإنجاز هذا المشروع. وفي العام 1980 تمكن اتنبوره من تمويل الفيلم ليتحول «غاندي «إلى أكبر نجاح له.
وعرض الفيلم في العام 1982 وقد توج بثماني جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم ومخرج وممثل لبن كينغسلي فضلاً عن خمس جوائز غولدن غلوب وخمس جوائز بافتا وقد لاقى استحساناً في العالم بأسره.
وقد أطلقت عليه الملكة لقب لورد واستمر اتنبوره مسيرته الفنية كممثل قبل أن يتوقف قليلاً لإخراج فيلم «إي بريدج تو فار» في العام 1977 و»ماجيك» مع أنطوني هوبكينر العام 1978.
ومن ثم أخرج اتنبوره العام 1985 فيلم «كوروس لاين» الخفيف قبل أن يعود إلى أفلام أكثر جدية مثل «فريدوم كراي» حول الناشط المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ستيف بيكو.
وقد أخرج العام 1982 فيلم «شابلن» الذي لم يلق النجاح المرجو.
وقد عاد إلى التمثيل مع ستيفن سبيلبرغ وفيلم «جوراسيك بارك» الناجح جداً.
وبعدما بلغ الثمانين خفف من وتيرة عمله وكتب مذكراته بعنوان «إنتايرلي آب تو يو دارلينغ».
وفي سنوات حياته الأخيرة انتقل للإقامة في مؤسسة تعنى بالمسنين مع شايلا الذي بقي متزوجاً منها سبعة عقود.