أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس (الإثنين) استعداد بلاده للتعاون مع أي جهة دولية، بما فيها واشنطن، من أجل مكافحة الإرهاب، إلا أنه أكد أن أي ضربة عسكرية في بلاده لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.وقال المعلم «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب». وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال «أهلاً وسهلاً بالجميع».وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي، لكن يجب أن نلمس جدية بهذا التعاون وليس ازدواجية في المعايير».وأشار إلى أن هذا الموقف «سيكون محور تحرك الدبلوماسية السورية في المرحلة القادمة».ورداً على سؤال عن ضربات جوية محتملة فوق الأراضي السورية قد يقوم بها الأمريكيون، قال «إننا جاهزون للتنسيق والتعاون لأننا نحن أبناء الأرض ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو عدم جدواها. لذلك من يريد العدوان على سوريا لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغباً بمكافحة الإرهاب وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان». وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي». وعن موقع سوريا في هذا الائتلاف، قال «من الطبيعي جغرافياً وعملياً وعملانياً، أن سوريا هي مركز هذا الائتلاف الدولي وإلا هل يحاربون داعش بالمناظير؟. لابد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة داعش والنصرة إذا كانوا جادين». وعما إذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أمريكية تقوم بقصف مواقع لتنظيم «داعش» في البلاد، قال المعلم «لدينا أجهزة دفاع جوي. إذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة. (...) نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان».وقال «عندما يقولون إن محاربة داعش في العراق لا تكفي، لابد من محاربتها في سوريا، نحن نقول تعالوا ننسق».وكان رئيس أركان الهيئة المشتركة للجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي صرح في 22 أغسطس بألا يمكن «هزم» تنظيم «داعش» من دون «التعامل مع فرع التنظيم في سوريا».ونفذت واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة ضربات جوية لمواقع التنظيم المتطرف داخل الأراضي العراقية، واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية أن هذا التنظيم هو أخطر «مجموعة إرهابية» خلال السنوات الأخيرة. إلى ذلك؛ حث وزير الخارجية الروسي سيرجيلافروف الحكومات الغربية والعربية على تجاوز ضغائنها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد والعمل معه للتصدي لمقاتلي «داعش». وقال لافروف في تعليقات من المرجح أن تغضب واشنطن إن الولايات المتحدة ارتكبت مع «داعش» نفس الخطأ الذي ارتكبته مع القاعدة التي ظهرت في الثمانينات حين كان مقاتلون إسلاميون تدعمهم الولايات المتحدة يقاتلون لإنهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.وروسيا هي أبرز داعم دولي للأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت في أوائل 2011 والتي أيدت فيها الولايات المتحدة والغرب وكثير من الدول الخليجية والعربية مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به.وقال لافروف «في البداية رحب الأمريكيون وبعض الأوروبيين (بداعش) على أساس أنها تقاتل بشار الأسد. رحبوا بها كما رحبوا بالمجاهدين الذين أنشؤوا لاحقاً القاعدة ثم ارتدت ضرباتها إليهم في 11 سبتمبر 2001.