أعلنت مصر أمس توصل الفلسطينيين والإسرائيليين أمس إلى اتفاق «دائم وغير محدود زمنياً» لوقف إطلاق النار في غزة، بموجب مبادرة مقدمة من القاهرة، بعد سقوط نحو 2100 شهيدا فلسطينيا في حرب دامت 50 يوما، شهدت في أيامها الأولى مبادرة مصرية مشابهة للمقدمة حاليا قبلتها إسرائيل ورفضتها حماس حينها.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن المبادرة المصرية التي وافقت عليها «حماس» وإسرائيل تتضمن «وقف اطلاق النار الشامل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل بما يحقق سرعة ادخال المساعدات الانسانية والاغاثية ومستلزمات اعادة الاعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة اميال بحرية». وكانت مصر تقدمت بمبادرة مشابهة بداية الحرب وتضمنت «وقف جميع الأعمال العدائية من الطرفين وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية»، إلا أن رفض حماس لهذه المبادرة حينها أدى لاستمرار العدوان الإسرائيلي وسقوط عدد كبير من الضحايا إضافة لتدمير البنية التحتية بالقطاع.
وتضمنت المبادرة المصرية الحالية «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الاخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف اطلاق النار»، فيما كانت تنص المبادرة الأولى على «بحث الطرفين باقي القضايا بعد تثبيت وقف إطلاق النار».
وسارعت الولايات المتحدة إلى إعلان «الدعم الكلي» للاتفاق على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل إلى اتفاق «شامل ودائم»، أما حركة حماس المعنية مباشرة بالاتفاق فاعتبرته «انتصاراً للمقاومة».
وأرجع القيادي في حركة حماس موسى ابو مرزوق -في تصريحات سابقة- رفض الحركة لمبادرة مصر الأولى رغم قبولها مبادرة شبيهة في 2012 إلى وجود «فروق جوهرية» -بحسب أبو مرزوق- تتلخص في «محاولة مصر إحراج حماس وإظهارها مهزومة» وانها «تمت من دون مفاوضات» وأن «الوسيط المصري كان في مبادرة 2012 أكثر من وسيط».
من جهته قال مصدر حكومي إسرائيلي إن بلاده وافقت على وقف «غير محدود» للنار في غزة.
وقال هذا المصدر «لقد وافقنا مرة أخرى على اقتراح مصري بوقف لإطلاق النار من دون شروط وغير محدود زمنياً».
أما الوسيط المصري فأعلن في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن هناك نقاطاً لا تزال عالقة لم يحددها سيتم طرحها بين الطرفين بعد شهر. فقد أكد البيان «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار».
أما حركة حماس المعنية مباشرة بالاتفاق فاعتبرته «انتصاراً للمقاومة». وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة «استطعنا أن ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة، اليوم نهنئ شعبنا الفلسطيني بهذا الانتصار الكبير، ونهنئ أمتنا العربية بهذا الانتصار».
وفي تمام الساعة السابعة مساء موعد البدء بوقف إطلاق النار نزل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الشارع كما صدحت التكبيرات من المساجد وأطلقت العيارات النارية في الهواء فرحاً.
وخرج آلاف الفلسطينيين في شوارع القطاع في مسيرات عفوية احتفالاً بالاتفاق وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حماس الخضراء.
وأعلن عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا بعد اليوم «الدخول في مفاوضات غائمة» مع إسرائيل، مضيفاً أنه سيضع «رؤية» لحل القضية الفلسطينية لمناقشتها.
من جهته قال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة «ستطالب القيادة الفلسطينية منذ الآن بأن يتم تحديد سقف زمني محدد لإقرار حل الدولتين بشكل ملزم».
وجاء هذا الاتفاق في اليوم الـ 50 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث قتل عشرة فلسطينيين أمس وأصيب العشرات في سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت أساساً برجين سكنيين ضخمين غرب مدينة غزة.
وبالرغم من هذا الإعلان واصلت المقاتلات الحربية الإسرائيلية شن غاراتها على القطاع حتى لحظات قبل بدء سريان وقف إطلاق النار، عندما قتل طفلان فلسطينيان في غارة جوية استهدفت سيارة في مدينة خان يونس جنوب القطاع بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما استهدفت واحدة من آخر الغارات أيضاً منزل قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي في رفح جنوب القطاع من دون أن يبلغ عن إصابات.
على الجانب الاسرائيلي وقبل قليل من بدء سريان وقف إطلاق النار قتل إسرائيلي إثر سقوط قذيفة أطلقت من غزة على بلدة إسرائيلية مجاورة.