نفذ الطيران الحربي السوري غارات مكثفة أمس (الثلاثاء) على مواقع لتنظيم «داعش» في شرق سوريا، في وقت أعلنت واشنطن رفضها لأي تنسيق عسكري مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في إطار مواجهة التنظيم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «ليس هناك أي مشروع لإقامة تنسيق مع نظام الأسد في الوقت الذي نواجه فيه هذا التهديد الإرهابي»، وأكد في الوقت نفسه أن أي قرار لم يتخذ في شأن شن غارات على سوريا، ولو أن مسؤولاً أمريكياً تحدث عن قرار بإرسال طائرات استطلاع فوق الأراضي السورية.
وكان البيت الأبيض يعلق على الموقف السوري الذي عبر عنه عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم داعياً إلى إنشاء «ائتلاف دولي» لمكافحة الإرهاب «تكون دمشق مركزه».
ميدانياً، نفذت طائرات النظام السوري غارات «هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقع داعش» منذ تفرد التنظيم المتطرف بالسيطرة على أجزاء واسعة من المحافظة في يوليو، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت مقرات وأوكاراً ومستودعات للأسلحة والذخيرة تابعة» لتنظيم «داعش» و«دمرتها بالكامل»، بالإضافة إلى «تجمعات لإرهابيي» التنظيم و«قضت على أعداد كبيرة منهم».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن بين الأهداف «معسكر تدريب للتنظيم في قرية الشميطية في ريف دير الزور الغربي».
وتسببت الغارات بمقتل سبعة مدنيين، بالإضافة إلى عدد لم يحدد من مقاتلي «داعش».
وقال عبدالرحمن إن «طائرات استطلاع غير سورية حلقت الإثنين فوق دير الزور وسجلت معلومات حول مواقع الدولة الإسلامية نقلت إلى الحكومة السورية عبر الحكومتين الروسية والعراقية».
وفي الإطار نفسه قال مصدر سوري مطلع على الملف رافضاً الكشف عن هويته إن «تنسيقاً بدأ بين الولايات المتحدة ودمشق، وقد زودت الأولى الثانية بمعلومات عن «داعش» عن طريق بغداد وموسكو»، حليفي النظام. وكان مسؤول أمريكي كبير أفاد الإثنين أن بلاده على وشك إرسال طائرات تجسس وطائرات من دون طيار فوق سوريا لرصد الجهاديين المتطرفين وإعداد الأرض لاحتمال شن ضربات جوية.
في تقرير ميداني آخر، تتواصل المعارك في منطقة الزبداني في ريف دمشق بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب معارضة بينها جبهة النصرة.
وبدأ مقاتلو المعارضة منذ أيام هجمات على مواقع للقوات النظامية في محيط مدينة الزبداني وتمكنوا من السيطرة على خمسة حواجز لقوات النظام.
وقتل أمس برصاص قنص داخل المدينة أربعة أشخاص.
بينما قتل في معارك الأيام الماضية 13 مقاتلاً معارضاً وعشرون عنصراً من قوات النظام.