يلتقط آلاف السياح سنوياً صوراً للقباب المذهبة في سان بطرسبورغ إلا أن حفنة من الشباب يفضلون التقاط صورهم من أعلى هذه القباب التي يتسلقونها مخاطرين بحياتهم أحياناً في قلب عاصمة الإمبراطورية السابقة.
يقعد إيديك «20 عاماً» واليونا «18 عاماً» وديما «28 عاماً» القرفصاء على سطح مبنى بيت الضباط في قلب وسط المدينة. وهم يتبادلون أطراف الحديث ويضحكون ويدخنون ويلتقطون صوراً على ارتفاع عشرات الأمتار من الأرض.
وللصعود إلى أعلى المبنى دخلوا إلى علية مبنى مجاور وانتقلوا من سطح إلى آخر في حركات تكاد تكون روتينية لهؤلاء الشباب الذين يطلقون على أنفسهم اسم «روفرز» «متسلقو السطوح».
ويقول إيديك كومليف متسلق السطوح منذ ست سنوات «الأسطح هي للذين يريدون رؤية سان بطرسبورغ بنظرة مختلفة، انظروا إلى هذا الجمال!»
وهم يعمدون إلى خلع أقفال العليات والوصول إلى السطح أو تسلق واجهة المبنى أو الاستعانة بسقالة أو مزراب للوصول إلى الموقع الذي يريدون التقاط الصور منه وهي موجهة لمتابعيهم بشغف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تسلق دانييل تيتورتي «23 عاماً» حتى الآن سهم قبة كاتدرائية القديسين بطرس وبولس والقبة المذهبة لكاتدرائية المسيح المخلص وسطح متحف أرميتاج والمسجد الرئيس في المدينة وحتى مقر جهاز الأمن الداخلي الروسي «كاي جي بي سابقاً» على ما يقول بفخر.
ويؤكد دانييل عالم الفيزياء المتدرب خريج جامعة سان بطرسبورغ «هذا الأمر بالنسبة لي نوع من استكشاف للمدينة أنه مغامرة واختبار للذات».
ويقول عند وصوله أمام سياج يؤدي إلى باحة مبنى قديم من ستة طوابق في وسط المدينة «حسناً يبدو أنه مقفل». فيخرج من حقيبته مجموعة من المفاتيح ويفتح بها القفل من دون عناء ويبدأ يصعد درج المبنى بهدوء. وهو يقول هامساً «لا نقوم بضجة حتى لا نزعج سكان المبنى الذين قد يتصلون بالشرطة». ويفتح الباب المؤدي إلى العلية بالوسيلة نفسها ليصل إلى السطح.
ولعبة الكر والفر بين الشرطة ومتسلقي السطوح واردة دائماً.