اتخذ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قراراً بالغ الأهمية أبعد بموجبه عن الحياة السياسية والحزبية مستشاره الخاص عبدالعزيز بلخادم، الشخصية المرموقة التي لم تخف طموحها لخلافته.
ولا تترك عناوين الصحف أي شك حول إبعاد القرار غير المسبوق. فقد كتبت «لوسوار دالجيري» «بوتفليقة يبعد بلخادم»، و»الوطن» «إقصاء بلخادم» و»الشروق» «بوتفليقة أنهى مهام بلخادم من كل المسؤوليات في الدولة»، أما «الحرية» فكان عنوانها «قرار مفاجئ بطعم العقوبة والتحذير والإبعاد».
وقد أعلن عن إقصاء هذه الشخصية المرموقة الثلاثاء مصدر في الرئاسة نقلت أقواله وكالة الأنباء الجزائرية، بينما كان الرئيس يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء.
وقال المصدر إن بوتفليقة «أنهى بموجب مرسوم، مهام عبدالعزيز بلخادم بصفته وزير دولة، ومستشاراً خاصاً لدى رئاسة الجمهورية».
وأضاف المصدر أن «قرار إنهاء المهام يشمل كذلك كل أنشطة بلخادم ذات العلاقة مع هياكل الدولة».
وأوضح المصدر أن بوتفليقة طلب من «الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني اتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع حد لبلخادم داخل الحزب ومنعه من المشاركة في أي نشاط داخل الهياكل الحزبية».
ولم يتسن على الفور أي تفسير لهذا القرار المفاجئ، لكن الصحافة تقول إن بلخادم أقيل «لأنه ارتكب أخطاء كبيرة».
وتؤخذ عليه مشاركته من دون موافقة الرئاسة في افتتاح الجامعة الصيفية لكوادر حزب جبهة التغيير الإسلامي في حضور شخصيات من المعارضة، وخصوصاً علي بن فليس أبرز منافسي بوتفليقة إلى الانتخابات الرئاسية في أبريل، كما ذكرت صحيفة «الشروق» نقلاً عن مصادر حكومية.
ولم يخف بلخادم، الإسلامي المحافظ الذي تلقبه الصحافة «لحية جبهة التحرير الوطني»، طموحاته لخلافة بوتفليقة لو لم يترشح لولاية رابعة في أبريل الماضي.
وبلخادم شخصية سياسية رفيعة المستوى في الجزائر، بعدما دخل المعترك السياسي في 1977 نائباً في الجمعية الوطنية الأولى إبان حكم جبهة التحرير الوطني الحزب الواحد السابق.