قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد مقاتلي «داعش» بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك. فيما رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أي تعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد لمكافحة «الإرهاب» في سوريا والعراق داعياً الأسرة الدولية إلى تحضير تحرك «إنساني وعسكري» بوجه «داعش».
وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن بريطانيا وأستراليا مرشحتان محتملتان. وكانت ألمانيا قالت إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين اخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد «داعش» لكنها أوضحت أنها لن تشارك.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نعمل مع شركائنا ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: انسانية وعسكرية ومخابراتية ودبلوماسية».
ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة، فبعض الحلفاء الموثوق بهم مثل بريطانيا لديهم ذكريات مريرة عن انضمامهم للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 والذي ضم قوات من 38 دولة. وكانت فرنسا قد رفضت المشاركة في الغزو. وتبين كذب الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وهي الادعاءات التي حفزت التحالف على التحرك.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها إذا دعت الضرورة ضد المتشددين الذين استولوا على ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا وأعلنوا عن حرب مفتوحة ضد الغرب ويرغبون في إقامة مركز للجهادية في قلب العالم العربي.
واجتمع مسؤولون كبار بالبيت الأبيض هذا الأسبوع لبحث استراتيجية لتوسيع الهجوم على تنظيم «داعش» بما في ذلك إمكانية شن ضربات جوية على معقل المتشددين في سوريا وهو تصعيد من المؤكد أن يكون أكثر خطورة من الحملة الأمريكية الحالية في العراق.
وقالت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنها لم تتلق أي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جوية.
وقالت متحدثة باسم الحكومة «هذا الأمر ليس موضع مناقشة في الوقت الراهن».
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إن المساعدات الإنسانية في العراق قد تتواصل لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت أستراليا ستنضم إلى أي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الإنسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على أسلحة المتشددين في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء فيما يتعلق بدعم عمل عسكري جديد.
وقال الرئيس الفرنسي في خطاب خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين إن «النزاع (السوري) امتد إلى العراق البلد الذي يعاني أساساً من الانقسامات والنزاعات الدينية وانعدام الاستقرار، ودخل (داعش) من هذه الثغرة، لأن الإرهاب يتغذى دائماً من الفوضى».
وشدد على أنه «من الضروري تشكيل تحالف واسع لكن لتكن الأمور واضحة؛ بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين».
وإذ أشار هولاند إلى أن فرنسا قدمت أسلحة إلى «القوات التي تقف في الخطوط الأمامية» في شمال العراق، دعا إلى تنظيم مؤتمر دولي في باريس من أجل «تنسيق التحرك الدولي ضد (داعش) على المستويات الإنسانية والأمنية وكذلك العسكرية».
وأوضح أن الهدف هو عقد المؤتمر بأسرع ما يمكن لكن بشرط مسبق إلزامي هو تشكيل حكومة جديدة في العراق.