كتبت - عايدة البلوشي:
هناك كثير من الشواهد والقصص الواقعية، لعلاقات زوجية ناجحة رغم فارق السن الكبير بين الزوجين، يقابلها فشل كبير في علاقات أبطالها عرسان في السن نفسه.. فلماذا تنجح هذه الزيجات بينما تفشل أخريات؟ وهل يتقبل شباب اليوم الاقتران بفتيات يكبرنهم في السن؟
يقول وليد أحمد: ساد في مجتمعنا عرف اجتماعي هو أن يكون الرجل أكبر من المرأة سناً بسنوات قليلة أو أن تكون (حواء) في مثل سن (آدم)، والبعض برر هذا المعيار بسبب التوافق الفكري، لذا نجد كثيراً من الفتيات يرفضن الزواج بمن هو أكبر منهن سناً بسنوات طويلة وأيضاً نجدها ترفض وبشدة بمن هو أصغر منها، وبطبيعة الحال هذه موروثات اجتماعية وضعنها، لكنها لا تتغير للأسف، لكن لو نظرنا إلى قصص الأجداد والآباء لوجدنا كثيراً من القصص والتجارب الناجحة رغم فارق العمر.
وشخصياً يفضل أحمد الارتباط بمن هي في مثل سنه أو أصغر منه بسنة أو سنتين، مردفاً أن «فكرت في الزواج والارتباط، فحتماً سيكون الدين والأخلاق في المقام الأول، ولا مانع بأن أنظر إلى العمر، حيث النضج الفكري والتقارب في العمر يساعد في التفاهم خصوصاً في هذا العصر، لكن في المقابل هذا لا يعني ارتباط الرجل بفتاة أكبر فشل العلاقة، فالنجاح والفشل يعود إلى كيفية تعامل الطرفين».
من جانبها تذكر سلمى حمد، أنها تزوجت قبل ثلاث سنوات، حيث تقدم لها زوجها الذي يصغرها في السن بخمس 5 سنوات، مردفة: في بادئ الأمر لم يكن هو وأسرته يعرفون عمري على حد قولهم، وعندما أراد التقدم لي -كما هو متعارف عليه- سأل عني وعرف بأنني أكبره في السن، وحينها برر إقدامه على الارتباط بامرأة تكبره سناً لاحتياجه الخاص لامرأة ناضجة وواعية وتفهمه في ظل الواقع الحالي، حيث إن بنات حواء اليوم -على حد تعبيره- لا يفهمون الرجل ولا يقدرون الحياة الزوجية، لأنهن في بيت والدهن لم يعيشن تجارب حقيقية ولم يتعلمن المسؤولية، فكل شيء جاهز لهن ومتوفر، بالتالي يعتقد بأن الزواج من امرأة تكبر الرجل في السن يسهم في تكوين أسرة سعيدة.
وتضيف حمد أن زوجي لم ينظر إلى هذه المفاهيم الاجتماعية السائدة، لأنها من وضع البشر، كما إن الشريعة الإسلامية لا تجد حرجاً في الاقتران بزوجة تكبر زوجها.
أما مي صالح فتنظر للمسألة من خلال زواج أبيها بأمها: والدي يكبر والدتي بعشر سنوات، إلا أن ذلك يعود إلى أكثر من 35 سنة تقريباً أو أكثر، فقد كان زواج الرجل بامراة تصغره بسنوات طويلة أمراً طبيعياً وعادياً في ذلك الوقت، ولم تكن هذه أول تجربة بفارق العمر بينهم، فقد كان هناك كثير من الزيجات بينها فارق في العمر.
وتضيف صالح: المفارقة العجيبة أن أغلب هذه الزيجات كانت ناجحة، أما اليوم فأعتقد لا يمكن ارتباط الرجل بامراة بهذا الفارق في السن، بحكم الظروف وتغيير نمط الحياة، فالمشكلات كثرت وحالات الطلاق في ازدياد، لذلك نحتاج لأن يكون الارتباط بين الطرفين مقارباً في العمر ليتمكن كلا الطرفين التوافق فكرياً وحتى لا نجعل من المشكلات تزداد وتتصاعد.
أما إيمان جاسم فتؤكد أن التجارب الحالية تشدد على ضرورة التقارب في العمر بين الطرفين، مشيرة إلى أنها حين ستخطب لابنها حتماً ستبحث عمن تصغره في السن بسنة أو في مثل عمره، «حتى تكون الحياة الزوجية بينهما سعيدة ومتقاربين فكرياً، خصوصاً مع زيادة حالات الطلاق والتي من أحد أسبابها الفارق في العمر».
وتتابع جاسم: ربما يجد البعض أن الأجداد في السابق، تزوجوا رغم فارق في العمر بين الطرفين، ولكن ليست كل التجارب صالحة لكل مكان وزمان، ففي هذا الزمن أعتقد التقارب في العمر من عوامل نحاج الحياة الزوجية.