حققت دول مجلس التعاون الخليجي أمس (السبت) انفراجاً في أزمتها الداخلية، دون تحديد موعد لعودة سفراء الدول الثلاث إلى الدوحة، وذلك في ظل وضع إقليمي يهيمن عليه القلق إزاء تقدم المتطرفين الإسلاميين في العراق وسوريا.وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة خصص بشكل أساسي للعلاقات الخليجية، إنه تم الاتفاق على «أسس ومعايير لتجاوز (الخلافات) في أقرب وقت ممكن عبر تنفيذ الالتزامات والتأكد من إزالة كل الشوائب وما علق بمسيرة (التعاون) في المرحلة الماضية».وأوضح الوزير الكويتي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يأتي «في مرحلة الكل يدرك ويعي فيها المخاطر التي تحيط ... بالمنطقة، وبالتالي علينا الاستعجال في إزالة كل العوائق والشوائب واستكمال هذه المسيرة» الخليجية المشتركة.وبحسب الوزير الكويتي، فإن هناك اتفاقاً كاملاً على الالتزام بتنفيذ ما اتفق عليه بين الدول المعنية بالأزمة دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.وكان وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي ذهب أبعد من ذلك إذ أكد في وقت سابق أن «الأزمة الخليجية حلت ببابين مفتوحين»، مؤكداً رداً على سؤال حول ما إذا كان السفراء الثلاثة سيعودون إلى الدوحة: «سيعودون»، دون أن يحدد موعداً لذلك.وفي موضوع السفراء الثلاثة الذين سحبتهم السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة في مارس الماضي، أكد وزير الخارجية الكويتي بدوره أيضاً أن عودة السفراء قد تتم «في أي وقت».وأشار إلى أنه «في أقرب وقت ستكون النتائج ظاهرة للجميع». من جانبه، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أن ما حققه الاجتماع «خطوة إيجابية كبيرة تؤكد وتحقق اللحمة والتضامن الخليجي بين دول المجلس».ودارت أزمة دبلوماسية كبيرة بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، إذ اتهمت الدول الثلاث الدوحة بانتهاج سياسات معادية لها لاسيما من خلال دعم تنظيم الإخوان المسلمين وتجنيس معارضين خليجيين ومسائل أخرى بما في ذلك قناة الجزيرة.واتهمت الدول الثلاث قطر بعدم الالتزام باتفاق في هذا الإطار تم التوصل إليه ضمن مجلس التعاون الخليجي في الرياض.وقد سحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة في مارس الماضي في خطوة غير مسبوقة بين دول المجلس الذي تأسس في 1981.وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الأيام الأخيرة جولة شملت الدوحة والمنامة وأبوظبي في مسعى دبلوماسي أخير قبل اجتماع جدة الذي اعتبر مفصلياً بالنسبة لموضوع الخلافات الخليجية.ويأتي التقارب الخليجي وسط تحرك دولي متزايد لتشكيل جبهة موسعة ضد المتطرفين في العراق وسوريا، خصوصاً مع تحرك واشنطن لتشكيل تحالف مع «شركاء أقوياء» في المنطقة.
970x90
970x90