دعا المشاركون في ندوة التماسك الأسري الثالثة التي استضافتها وزارة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان مؤخراً إلى تطوير التشريعات الخاصة بالأسرة وتحديثها بما يحقق المصلحة لجميع مكوناتها وبما يمكنها من مواجهة التحولات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وأكد المشاركون أهمية تبادل الخبرات والمعلومات في البرامج الموجهة لحماية الأسرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإنشاء قاعدة بيانات ترصد وتوثق جميع حالات الإساءة التي يتعرض لها الأطفال. هذا فضلاً عن العمل على توعية المجتمع بدور الحضانات وأهميتها في رعاية الطفل وتشجيع إنشاء الحضانات في المؤسسات الحكومية بالإضافة إلى تسهيل التشريعات والإجراءات للقطاع الخاص وذلك للحد من تزايد عاملات المنازل.
وأوصى المشاركون بضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال المختلفة في البرامج الموجهة لتماسك الأسرة وحمايتها، على غرار البرامج التلفزيونية السابقة مثل (افتح يا سمسم وسلامتك وغيرها) وتطويرها بما يتوافق مع وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي مع التأكيد على أهمية رعاية المسنين في أسرهم وتعزيز ذلك من قبل الجهات الحكومية والأهلية بما يساعد على تماسك الأسرة والحفاظ على كيانها وتكليف المكتب التنفيذي بإعداد دراسة حول النزعة الاستهلاكية المادية وتأثيرها على قيم وسلوك الأبناء في الأسرة والمجتمع بدول مجلس التعاون و دعا المشاركون كذلك إلى الاستفادة من موسوعة الصحة النفسية للأسرة الخليجية التي أعدها المكتب التنفيذي في عام 2014 م والعمل على إعداد برامج تترجم هذه الموسوعة.
وشارك في الندوة نخبة من صناع القرار والخبراء والباحثين والاكاديميين والمهتمين بالشؤون الاجتماعية والاسرة وتناولت الندوة عددا من أوراق العمل على مدى أيامها وعدد من حلقات العمل التحليلية والنقاشية للخروج بتوصيات تعزز من تماسك الأسرة الخليجية والعربية وتقوي دورها في تنشئة الأجيال القادمة.
وعرضت مجموعة تجارب لدول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى تقديم نماذج في مجال الحماية الأسرية في بعض الدول مثل تجربة اليابان وماليزيا والصين وأندونيسيا وبريطانيا وأميركا.من جانبه، أكد مدير عام المكتب التنفيذي لمجلسي وزراء العمل ووزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقيل الجاسم في تصريح صحافي أمس، أن: «السياسات الاجتماعية الخليجية تتمحور أساساً حول تعزيز مكانة الأسرة وتأمين دعمها وتمكينها مادياً ونفسياً»، مشيراً إلى أن :»الخطط الاستراتيجية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية تتمحور حول الارتقاء بالأسرة الخليجية».
ولفت الجاسم إلى أن «الأسرة تشكل اللبنة الأساسية في بناء المجتمع بكل ما تتعرض له من تحولات في بنيتها ووظائفها ومجالها وأدوارها وأنماطها».وأضاف: «وفي إطار ما تهدف إليه مبادئ وأهداف مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول الخليج من اهتمام بالأسرة ورعايتها والعمل على التخطيط لمواجهة مشكلاتها وحلها وتصميم البرامج والمشروعات الأسرية، وتنفيذها فقد سعى وزراء الشؤون الاجتماعية بدول الخليج في اجتماعهم الوزاري الأخير بالمنامة في أكتوبر الماضي لتخصيص جانب من التوجهات لتطوير السياسات الاجتماعية».