كتبت - زهراء حبيب:
أيدت محكمة الاستئناف العليا الجنائيه الدائره الأولى أمس الحكم المستأنف في قضية مقتل شهيد الواجب الشرطي محمد عاصف بقاذف أطلقه إرهابيون في السهلة بتاريخ 14 فبراير 2013، والمدان فيها 9 أشخاص، بالإعدام لمدان والسجن المؤبد لـ 6 آخرين والسجن 5 سنوات لمدان و6 سنوات لآخر.
وتشير وقائع الدعوى إلى أن المدانين الـ9 اتفقوا على قتل من تصل إليه أيديهم من رجال الشرطة، إذ طلب المدان الأول من شقيقة كونه يعمل في شركة ملاحة تزويده بأحد القواذف البحرية المستخدمة في السفن للإرشاد والاغاثة، لاستعماله في الاعتداء على الشرطة، فنفذ طلبه.
وفي يوم الواقعة بدأ المدانون في افتعال أعمال الشغب بمنطقة السهلة وعندما وصل رجال الشرطة هاجموهم بالمولوتوف، واستغل المتهم الأول الظرف المناسب وهو انشغال الشرطة في مواجهة المتجمهرين، فباغت المجني عليه بإطلاق طلقة مشتعلة من القاذفة داخل بطن المجني عليه ما أسفر عن انفجار أحشائه.
وخلص تقرير الطبيب الشرعي إلى أن سبب الوفاة هي إصابة حيوية أعلى الحوض الأيمن من أحد مقذوفات الإشارة الضوئية، إذ انفجر بعد اختراقه جسم المجني عليه مُحدثاً به احتراقاً بالأنسجة وتجمع الغازات داخل البطن ما أدى إلى الوفاة.
وأسندت «النيابة العامة» إلى المستأنفين تهم عدة وهي أنه من الاول حتى الثامن اشتركوا وآخرون مجهولون في تجمهر في مكان عام مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام والاعتداء على الأشخاص ومقاومة السلطات، كما قتلوا وآخرون مجهولون موظفاً عاماً الشرطي محمد عاصف عمداً مع سبق الإصرار وباستعمال مادة مفرقعة، وأعدوا لهذا الغرض سلاح الخرطوش وقاذف إشارة ضوئية واستدرجوا المجني عليه وما إن ظفروا به حتى أطلقوا عليه طلقة من السلاح.
واقترنت هذه الجناية بجريمة أخرى وهي أنهم في ذات المكان والزمان شرعوا وآخرين في قتل رجال الشرطة وحازوا وأحرزوا عبوات قابلة للاشتعال.
وأسندت للمتهم التاسع أنه اشترك مع المتهمين من الأول إلى الثامن بقتل الشرطي وساعدهم وأمدهم بقاذف وتمت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة ، كما سرق سلاح الخرطوش من شركة للملاحة حال كونه من العاملين بها وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي.
وأسندت إلى المتهمين من الأول والتاسع أنهما حازا وأحرزا سلاح الخرطوش والقاذف الضوئي بدون ترخيص من وزارة الداخلية، فيما أسندت للمتهم الأول تهمة استعمال القوة والعنف مع موظفين عموميين بنية حملهم بغير حق على الامتناع عن أداء مهامهم.
وكان محمد أظهر شقيق شهيد الواجب أكد لـ «الوطن» عقب تشييع أخاه في فبراير من العام الماضي أن الشهيد تمنى طوال حياته أن يموت شهيداً فداء للأرض، ونالها، وقال إن أخاه لم يترك أياً من الفروض الخمسة، وسعى لحفظ القرآن الكريم خلال حياته. وأشار إلى أن الشهيد محمد عاصف هو السادس بين 9 أخوة وأختين، مؤكداً أن حب الشهادة دفع أخاه للالتحاق بالقوات الخاصة حيث كان متميزاً في دراسته الجامعية والثانوية.
وأوضح أن والد محمد عاصف توفي منذ فترة، وأن والدته كانت صابرة ومحتسبة الأجر عند الله تعالى، حيث قدمت ابنها كقربان لرب العزة، مدافعاً عن الوطن. فيما أكد أحد زملاء محمد عاصف الذي أجهش بالبكاء عند سؤال «الوطن» له أنه كان بالقرب من زميله عند إصابته بالسهم، حيث ظل ينزف دماً ولم يستطيعوا إسعافه، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد الشهادة.