توقع محللون لبنانيون أن يخلو الموسم السياحي الصيفي في لبنان من سياح الخليج، واعتبروا أن حزب الله اللبناني "ليست لديه آذان صاغية" لمطالبة دول مجلس التعاون الخليجي له بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية وفقاً لوكالة "الأناضول للأنباء".
وقررت دول مجلس التعاون الخليجي الأحد الماضي "اتخاذ إجراءات ضد أي مصالح لحزب الله اللبناني في منطقة الخليج العربي بسبب تدخله السافر في سوريا ووقوفه إلى جانب النظام السوري"، داعية الحكومة اللبنانية إلى الحياد عن القتال الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين.
وتقدر حجم العائدات المالية للقطاع السياحي للخزينة اللبنانية بحوالي خمسة إلى ستة مليارات دولار سنويا.
ويشكل سياح دول الكويت وقطر والبحرين والإمارات أقل من 10% من عدد السياح الذين يمضون عطلة الصيف في لبنان، فيما يشكل السعوديون النسبة الأكبر وهي التي يعول عليها القطاع السياحي بالدرجة الأولى.
المحلل السياسي في جريدة "النهار" اللبنانية خليل فليحان رأى أن "ما اتخذه مجلس التعاون الخليجي من موقف حازم تجاه حزب الله، هو سابقة عربية لدول بارزة ومهمة".
وقال في تصريح خاص لـ"الأناضول" إن "سبب اتخاذ هذا الموقف هو الضغط على حزب الله لينسحب من القتال في سوريا"، مشددا في الوقت عينه أن "هذه الدعوة لن تلقى آذانا صاغية عند حزب الله" .
ورجح فليحان أنه "سيكون للموقف الخليجي هذا تداعيات سلبية جدا على لبنان، خاصة وأن لبنان مقبل على موسم سياحي سيخلو من أي سائح خليجي"، مشيرا إلى أن "هذا سيكون بمثابة مؤشر سلبي على لبنان واللبنانيين" .
من جانبه اعتبر المحلل السياسي والكاتب الصحفي في جريدة "الجمهورية" اللبنانية، جورج علم، أن "موقف دول مجلس التعاون الخليجي كان واضحا جدا بتوجيه رسالة حازمة لحزب الله أن ما يقوم به اليوم في القصير، ستكون له تداعيات سلبية عليه".
ويبلغ عدد العاملين بشكل مباشر في القطاع السياحي 129.5 ألف فرد، أي 9.5% من إجمالي القوة العاملة في لبنان.
وأشار إلى أن "الموقف الخليجي هذا سيكون بمثابة الخطر الكبير على اللبنانيين، فقد ينعكس سلبا على أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في دول الخليج العربي"، مشددا على "ضرورة أن يقلق المسؤولون اللبنانيون على مستقبل لبنان واللبنانيين من تهور بعض القوى الداخلية والذي يؤثر سلبا على سمعة وعلاقة لبنان خارجيا وعربيا".