كتبت - عايدة البلوشي:
رغم تشبث الآباء والأمهات بفكرة الخوف على بناتهم من الدراسة لوحدهن في بلد بعيد عن بلدهم، وخشيتهم من القيل والقال؛ لا ترى المتفوقات في ذلك أسباباW حقيقية ليحرمن من الدراسة وبناء مستقبلهن ومستقبل بلدهن، قانطات على الآباء والأمهات التفرقة بينهن وبين الشباب.
تقول الطالبة الجامعية سارة عبدالله، تخصص لغة إنجليزية: طوال اثنتي عشرة سنة، وأنا أحلم بدراسة الطيران في الخارج، وكان والداي أكثر من يشجعاني، خصوصاً وأن تخصص الطيران عالم جديد وكنت أول من يرغب في دراسته في العائلة، وبعد أن رسمت آمالي، تفاجأت في السنة الأخيرة من دراستي، بوالدي يطلب مني أن أختار تخصصاً متوفراً في البحرين، رافضين تغربي في بلد مثل أمريكا دون أحد من أقاربي!، ورغم عنادي ووقوف أمي وأخي بجانبي، وبعد الشد والجذب، اضطررت لاختيار تخصص لكي لا تضيع علي فرصة الدراسة بإحدى الجامعات المحلية!.
وتعلق مروة علي: رغم معرفتي بصعوبة الدراسة في الخارج بالنسبة للفتاة؛ إلا أني حاولت أن أغير شيئاً من الواقع الظالم، فبعد أن تخرجت بتفوق، حاولت السفر للدراسة في الخارج، لكن أسرتي رفضت ذلك، بينما لم يحقق أخي المجموع المطلوب، ومع ذلك سعت الأسرة لإرساله للدراسة بحجة أنه شاب، حتى انتهى به الأمر لجامعة محلية!. وتتساءل علي: إن كان هناك سبب معقول؛ فإنما أول من يستجيب، أما حجة كوني فتاة فمنطلق ظالم، ولى عليه الزمان!.
في المقابل يؤمن الأب عبدالله علي أن الأسرة البحرينية لا تعارض دراسة ابنتها في الخارج، الا أنها تخشى عليها أكثر من الشاب بحكم طبيعتها واعتمادها على أسرتها وأمها، هذا اذا ألغينا مسألة العادات والتقاليد البحرينية، التي ترفض ذلك.
أما وفاء جميل فتؤكد أن تعامل الأسر البحرينية مع هذا الموضوع؛ متفاوت، وأن هناك من تسمح لبناتها بالسفر للدراسة، مشيرة على الصعيد الشخصي، إلى قيام ابنتها بدراسة الماجستير بأمريكا.
وتعتقد جميل أن التفرقة بين الشاب والفتاة، ظلم لها، فهي فتاة لها أحلامها ومن حقها أن تحققها، وعلينا أعطاؤها ثقتنا الكاملة، والاعتماد على نفسها وهو أمر إيجابي.