سجلت وزارة الصحة إنجازًا لافتًا في مجال التميز المؤسسي، حيث اصبحت الوزارة الأولى التي تنتقل من وضعية المختبرات للمشاريع الى مستوى مختبرات على مستوى المؤسسة، ومتكاملة مع كافة القطاعات التي تشرف عليها الوزارة.
وعن أهمية هذا الإنجاز وكيفية الوصول إليه، أكدت الدكتورة عائشة مبارك بوعنق وكيل وزارة الصحة أنه يأتي نتاجًا لجهود جبارة من جميع العاملين بالوزارة وبفضل الجهود الكبيرة للقائمين على مركز البحرين للتميز طوال الفترة الماضية والتي توجت بهذا الإنجاز الوطني الذي يصب في صالح التنمية المستدامة في المملكة وتعزيز مؤشر جودة الحياة والذي اعتمده مجلس الوزراء الموقر مؤخرًا ضمن مؤشرات وطنية أخرى كاقتصاد المعرفة واستدامة الموارد الطبيعية والتعلم مدى الحياة باعتبارها مؤشرات موّحده على مستوى القطاع العام، تعمل المؤسسات الحكومية بصورة تكاملية دورية ومنتظمة لتحقيقها.
وأشارت إلى أن عملية الانتقال لم تكن سهلة وإنما تطلبت إرادة قوية وعزيمة صادقة لإتمام هذه العملية بنجاح، فقد كانت هناك مقاومة شديدة وسلبية في بداية دخول الوزارة في برنامج التميز في 18/2/2009، حيث كان التفكير في هذه المرحلة عاموديًا بشدة، ثم انخفضت حدة المقاومة مع بدء تطبيق وتنفيذ مختبرات القياس والتحسين بداية من 8/11 /2009، وبعدها بدأت الوزارة في المقاومة الصحيحة والإيجابية بتنفيذ مشاريع محددة للتميز في ظل تفكير افقي مؤسسي ينظر الى حاجات البحرين كجهاز حكومي متكامل.
ونوهت الدكتورة عائشة بوعنق بقيادات الوزارة التي كانت من أهم العوامل التي ساعدت في تحقيق هذا الإنجاز وذلك بفضل وجود الرغبة والإدارة الجادة، والالتزام ببرنامج وخطة عمل واضحة، وهيكلة فرق التميز الاستراتيجية في الوزارة، وتحديد المشاريع الصغيرة الداعمة لتحقيق التميز لكل فريق، ودعم صلاحيات نشر منهجيات القياس والتحسين والتنافسية، وربط أجندة ونشاطات الوزارة وقياداتها بمشاريع التنافسية.
وأشادت بالخبرات المتزايدة والمتطورة لفرق التميز بالوزارة التي استطاعت تنفيذ فكر القادة في التحول من مشاريع التميز إلى التميز المؤسسي، حيث اتسمت هذه الفرق بمواصفات مشتركة مهمة أهمها أنها كانت: مؤهلة وجاذبة ومتصلة مع المعنيين ومتزنة ومرنة وذات قيمة مضافة وهو ما سهل من عملية الانتقال والتحول إلى هذه المرحلة المتقدمة في مجال التميز.
وأكدت بوعنق أن الوزارة اتبعت آلية ومنهجية واضحة في عمل فرق التميز حيث تم تقسيم هذه الفرق إلى مجموعات متخصصة حسب الأثر المستهدف ومن كل القطاعات بحيث نصل في النهاية إلى تطبيق مفهوم الدائرة الخضراء والتي تتميز بسرعة الإنجاز والتوفر في الأماكن المختلفة والتعلم والشفافية والإبداع وجودة المعاملة والتنوع في الخدمات والتكلفة المعقولة بالنسبة للخدمة المقدمة .
وأوضحت بوعنق ان هذه الفرق هي :
1-فريق برج المراقبة (فريق القيادة الإستراتيجية) برئاسة وكيل وزارة الصحة وعضوية رؤساء الفرق المختلفة والفريق المساند الذي يقوم بالتعاون مع خبير برنامج التميز د.محمد بوحجي بمتابعة خطة العمل ومراحل التأثير في الأداء المؤسسي ومتابعة الخطة العامة لوزارة الصحة لكي تحقق العالمية في الأثر ، إضافة إلى السيطرة على التحديات المختلفة وضمان التركيز على الأهداف المحددة للفرق ودورها في نشر ثقافة التميز من خلال التطبيق العملي، وكذلك ضمان الاستدامة من خلال رصد المحصلات من خلال مؤشرات عدة من بينها: زيادة عدد المرضى المحولين من الطوارئ للمراكز، سرعة الوصول إلى الطبيب حسب الحالة في المراكز، وتطبيق التصنيف بالألوان في كل القطاعات والمراكز بما في ذلك الصحة العامة والطب النفسي (ثقافة العمل بالأولويات)، ويقوم هذا الفريق أيضًا بحل المشاكل المزمنة في الوزارة مثل مشكلة مرضى السكلر .
2- فريق الوقاية: ويتشكل من كل المعنيين في الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى ممثلين من الرعاية الثانوية والثالوثية، كما يضم الفريق عدة إدارات ، ويعمل الفريق على تحقيق عدة أهداف منها : تحسين الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة، تحسين خدمات الجذب للمرضى حسب الأولويات في كل خدمات المراكز الصحية، تحسين متابعة طبيب العائلة والأسر المعنية، وتعزيز قدرات الاكتشاف المبكر للأمراض المعدية.
3- فريق العلاج : ويتشكل الفريق من كل المعنيين في الرعاية الصحية الثانوية والثالوثية بالإضافة إلى ممثلي الرعاية الأولية (المراكز + الطوارئ + الأجنحة + الحالات اليومية (إدارة الألم) + الطب النفسي + الإعلام)
4-فريق جودة الحياة (التخطيط البعيد المدى) وهو الذي يقوم بدراسة جميع مشاريع وزارة الصحة ويرسم لها تسلسل عمليات وأثر ونماذج افتراضية بناء على الواقع ومن خلال عدة مختبرات منها :جودة حياة الأصحاء والذي يهدف لتحسين خدمات: الزيارات المنزلية، صحة البيئة، الصحة الفمية، الصحة المدرسية، وجودة الحياة لموظفي الوزارة. وكذلك مختبر جودة حياة الفئات الأكثر حاجة، والذي يهدف لتحسين خدمات المعاقين والمسنين، ومختبر جودة حياة المرضي الذي يسعى لتحسين خدمات: صحة الأسر للمدمنين، التعامل مع إدارة الألم، والتحويل للعلاج بين قطاعات الرعاية الصحية.
وأشارت إلى أن هذه الفرق أنجزت عدة مشاريع منها مشروع الكشف المبكر وعيادة الأصحاء، ومشروع التصنيف الذكي، كما نفذت عدة مختبرات للتنافسية أكثر عمقًا ودقة في التصنيف للمرضي وحسب القطاعات وذلك من أجل تطبيق مفهوم الرعاية الشاملة عن طريق بناء قدرات جديدة تفرق بين مفهومي الرعاية الطبية والرعاية الصحية والتحول نحو الرعاية الصحية الشاملة التي تعني توفير الرعاية للإنسان الصحيح قبل المريض، وكذلك تغطية كل الخدمات التي تشمل تسلسل حركة المريض (العمليات - الصيدليات – الخدمات التشخيصية – الخدمات المساعدة - الضيافة- التمريض).
ونوهت الدكتورة عائشة بوعنق إلى أن رحلة التميز لا تنتهي ، وإنما هي مستمرة من مرحلة لأخرى أكثر تطورًا وتقدمًا بما يؤدي إلى الارتقاء الدائم بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة.